سراج الدين ابن الملقن عالم حديث كبير (ت 804 هـ) وصفت مكتبته الخاصة بأنها مكتبة عظيمة جمع فيها من الكتب الشيء الكثير، وحدث لها حريق أتى على هذه المكتبة وكافة محتوياتها، فحين غابت المكتبة عن هذا العالم غاب ذهنه ووعيه، حتى إن علماء عصره أشاروا إلى أن ابنه تفاعل مع والده بعد اختلال ذهنه، فقرَّر عزل والده عن الناس لأن هذا العالم لم يتحمّل فراق مكتبته فاختل ذهنه!
هذا أنموذج لا يحتاج إلى مزيد من الشرح على الوفاء بين المستفيد والكتاب أهم أدوات إيصال المعرفة عبر العصور.
وفاء هذا العالم للكتاب كبير وإحساسه بفقده مرير.
هل نجد في واقعنا من وصلت علاقته بوسائل المعرفة وأوعية المعلومات كما هو الحال بهذا العالم الكبير؟!