في خطوة تحسب للشركة السعودية للكهرباء, خاصة ونحن على مشارف فصل الصيف, أكدت الشركة مؤخراً توجهها إلى عدم إيصال التيار الكهربائي لأي مبنى جديد تجارياً كان أو سكنياً ما لم يقم صاحبه بوضع العزل الحراري المناسب للمبنى؛ وذلك إنفاذاً للأمر السامي الذي قضى بإلزام وضع العزل الحراري في جميع المباني الجديدة السكنية منها والتجارية.
الجدير بالذكر أنه ولأهمية هذا الموضوع, فقد تم تشكيل لجنة متخصصة لذلك برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان نائب وزير البترول والمعادن والثروة المعدنية.
أن من السلوكيات غير المقبوله التي ينتهجها العديد من أفراد المجتمع السعودي الإسراف والتبذير غير المسؤول في استخدام الكهرباء. سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أو على مستوى الأجهزة الحكومية. وإن مما يؤكد على ارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء في المملكة مقارنة بغيرها من الدول أن استهلاك الكهرباء في المملكة ينمو بمعدل أحد عشر في المائة سنوياً، حيث تعتبر تلك النسبة أكبر بكثير من متوسط النمو العالمي في استهلاك الكهرباء الذي يقدَّر بحدود 3-4%. ولذا فإن هناك إجماعاً على أهمية اتباع السياسات الترشيدية في عملية استهلاك الكهرباء من قبل الجميع. ومن أهم التوصيات التي قد يكون في اتباعها انعكاسات إيجابية في القضاء على مشكلة الإسراف في استخدام الكهرباء, التزام الجميع بنظام العزل الحراري. ومن الأهمية أن تمنع شركة الكهرباء تلبية الطلبات الجديدة التي لا تستوفي شروط العزل الحراري.
الجدير بالذكر أن هناك العديد من الإيجابيات المترتبة على التزام الجميع بوضع العزل الحراري عند إنشاء الأبنية السكنية والتجارية, ومن أهم تلك الإيجابيات أن عزل المباني سيؤدي إلى توفير حوالي 40% من تكلفة استهلاك الكهرباء, وخاصة في فصل الصيف.
إضافة إلى ذلك, فإن وجود العزل الحراري المناسب يساعد على المحافظة على درجة حرارة معتدله للمبنى لمدة أطول, ففقي فصل الصيف يسهم العزل في منع دخول حرارة الجو في الصيف لداخل المبنى وفي ذلك حد من تسرّب برودة التكييف إلى خارج المبنى, وكذلك الحال في فصل الشتاء, وهذا بدوره يحد من تشغيل عدد المكيفات, وفي ذلك فائدة صحية واقتصاديه لساكني المنزل.
وبناءً على تلك الإيجابيات, أعتقد بأنه لم يعد مقبولاً أن يتم إنشاء أي مبنى سكني أو تجاري بدون العزل الحراري.