منذ فترة وأنا أعيش ما يشبه العزلة عن المناسبات والتجمعات بشكل خاص، لكن حين وصلني ذلك الصوت اللطيف الرقيق لإحدى الطالبات في جامعة الأمير سلطان الأهلية (كلية البنات) لم أملك سوى التجاوب معها.. وافقت خاصة بعد أن وافتني بإيميل يتَضمَّن دعوة رسمية من مكتبة الجامعة، ولأن الحدث يأتي بمناسبة اليوم العالمي للكتاب فقد أخذني الحماس وأصبحت أعدّ نفسي لهذه المناسبة منذ أيام، ليلة المناسبة «مساء الأحد الماضي» كنت في قمة لهفتي كأنما استعد لليوم الأول من دوام عمل جديد مبهج، فقد كانت المرة الأولى التي أزور بها جامعة الأمير سلطان وبدعوة رسمية..
صحوت في الخامسة فجرًا بفعل الساعة البيولوجية، أخذت اتقلب على فراشي ولم استطع العودة إلى النوم مرة أخرى.. وأنا أتذكر صوت الطالبة الرقيق التي كانت تتواصل معي منذ البداية وهي تقول: الأفضل أن تحضري باكرًا إن استطعت لأن العميدة سوف تفتتح المعرض في الساعة العاشرة صباحًا.. في التاسعة تمامًا كانت السيارة تقلّني إلى هناك، كنت في حالة قلق، ألوم نفسي لتأخرى قليلاً..!
هناك طال انتظاري وأصابني الملل رغم وجود الجميع في الأجنحة أو الأركان المخصصة لهن إلا أننا لم نشعر بدخول العميدة، فقد دخلت بهدوء، ترافقها اثنتان أو ثلاث من الموظفات، كن يتجولن بتأنٍ بين الأركان وقد كان الضجيج يعم المكان، وأنا أجهل الكثير مما يدور حولي سوى أنني أجلس أمام كتابي بانتظار ترويجه.. حين تجاوزت الساعة الحادية عشرة بدأت أفقد صبري وبداخلي شيء من الندم على إضاعة وقتي في الحضور هنا.. فقد كان الطابع العام الذي كان سائدًا في تلك اللحظة «كلّ يغني على ليلاه»!
هناك جهودٌ مبذولةٌ من قبل العميدة والطالبات والموظفات، هذا أمرٌ لا يمكن إنكاره، لكن كان يمكن أن يكون الوضع أفضل بكثير لو أن إدارة الكلية قامت بعمل برنامج قصير لا تتجاوز مدته ساعة واحدة يتم من خلاله تقديم برنامج مختصر يعطي أهمية للحدث تقوم العميدة من خلاله بتقديم كلمة مختصرة، ثمَّ تقوم المسؤولة عن المعرض أو المكتبة بتقديم نبذة مختصرة عن الأركان والمشاركات وأهمية مشاركة كل ركن مع تقديم شهادات الشكر في ذلك الوقت.. هذا البرنامج على هذه الصورة لا بُدَّ أن يضفي أهمية على الحدث ويشجع الطالبات على الإقبال على المعرض، قيل لي في الساعات الأولى من المعرض إن الطالبات منشغلات بالمحاضرات، إذن كيف يكون ذلك الحدث يومًا مفتوحًا والطالبات منشغلات بمحاضراتهن؟! كان يمكن على الأقل تفريغهن بعضًا من الوقت (ساعة واحدة أو ساعة ونصف) في بداية المعرض إن تعذر تفريغهن طوال اليوم. في النهاية وجدت شهادة شكر وتقدير على طاولتي، سألت من حولي: ما هذا المجلد الجميل؟!
قالوا لي شهادة شكر من الكلية.. ولهم مني جزيل الشكر وأطيب الأمنيات.