هذه الأبيات من شعر الرثاء الإخواني في فقيد الدار والإخوة والعلم والوطن، معالي الشيخ المستشار في الديوان الملكي (راشد بن صالح بن خنين) الزميل في الدراسة وبعض مسارات العمل، جاش بها الصدر ونطق بها اللسان ورسمها القلم:
هو الموتُ لا ينفكُ يسطو ويغدرُ
متى حان وقتُ للمنايا يُزمجرُ
يلاقيك أو يلقاك لا فرق عندهُ
تعابيرهُ ضربٌ من الخوف يُضجرُ
إذا ما ذكرت الموت في حالِ بهجةٍ
تحوّل حلو العيش مرُ يدمرُ
لحا الله أنغاماً شدتها بلابلُ
وغنى بها في الدوحِ رتلٌ يكررُ
يذكرنا أن الحياة ذميمة
وليس لها من أهلها من يحررُ
تُقلبنا الأهواءُ يمناً ويسرةً
كأنا جنودٌ في الميادينُ تحشرُ
تغررُ بالآمال منا عقولنا
من ذا الذي بالعقل يوماً يفكرُ
ألا فأبعدا عني فإني مكبلٌ
بسلسلةٍ للحزن سوداء ثبهرُ
ألم تر أن العالِم الشيخ راشداً
تعالى به في الموت زُلفى ومنبرُ
له في (خنين) البيت ذكرُ مدونُ
وفي الفقه والتاريخ والشعر بندرُ
دراسته الأولى على الحبر شيخنا
محمدٍ المفتي له الذكر يذكرُ
عليه في الرضوان ما الله قادرٌ
على منحه إياه والله أقدرُ
وفي أول الأفواج ركبك مبدعٌ
تقدمت في ركب الشريعة قادرُ
أبا صالح قد كنت فينا محبباً
ومدّكراً تأوي إليك المفاخرُ
وما كنت شتاماً ولم تكُ عابساً
يصافيك أفواج من الناس تَعبُرُ
تقلدتَ في الإفتاء ذروة منصبٍ
وحررت ما قد عده الناسُ مجهرُ
وحررت آلاف القضايا محبراً
مذاهب أهل الحق بالعلمِ تفخرُ
ومن أجل ذا كنت الصفيُ لمنصبٍ
تبارى لنيل الفخر فيه معاشرُ
وباريتَ تعليم البنات بحكمةٍ
وكنت مُعنىً بالذي كان يُنشرُ
ولم تدّخر وسعاً تجاري ضرورة
من الناس حتى كنت أنت المُظفرُ
فيا رحمة الله الكريم تنزلِ
على قبره المغروس في الناس بيدرُ
وصل إلهي كلما هب بارقٌ
على المصطفى المبعوث للناس مهجرُ
وآلِ وصحبٍ كلما قال قائلٌ
على راشدٍ تبكي النجوم الزواهرُ