يبدو أن الحلم السعودي بتنظيم كأس آسيا 2019 قد تلاشى بعد إعلان عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي الدكتور حافظ المدلج عن تضاؤل حظوظ الملف السعودي لأن (الضمانات الحكومية) لم تصل للاتحاد الآسيوي رغم إعلان وزارة المالية عبر بيان رسمي أنها قدمت الضمانات.. وهذا يؤكد عشوائية العمل داخل اتحاد القدم وعدم قدرته على التواصل مع الجهات الحكومية ذات العلاقة.. والأسئلة العجيبة التي تطرح في هذا الملف كثيرة أولها لماذا استبعد اتحاد القدم عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي من اللجنة الحكومية التي تولت التنسيق لإعداد ملف الاستضافة.. فالواضح أن اتحاد القدم ليس لديه إلمام كاف بمتطلبات الاتحاد الآسيوي ونوعية الضمانات المطلوبة بدليل أن وزارة المالية أصدرت بياناً رسمياً نشر في جميع الصحف قبل نحو شهر ونصف أكدت من خلاله أنها قدمت الضمانات المطلوبة وصادق على البيان المتحدث الرسمي لاتحاد القدم عدنان المعيبد الذي أكد أن الضمان المطلوب يتعلق بالجمارك وهي تابعة لوزارة المالية.. وبعد ذلك صحا اتحاد القدم بعد شهر ونصف ليفاجأنا بأن الضمانات ليست مطابقة لما طلبه الاتحاد الآسيوي..!
فأي عشوائية أكثر من ذلك! ولما لا يخرج ممثل اتحاد القدم الأستاذ أحمد الخميس ليوضح ماذا حدث وكيف؟
فقد سبق للرئيس العام لرعاية الشباب ومعه رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أن قدّما شكرهما للمقام السامي لتوجيهه باستكمال متطلبات الملف السعودي لاستضافة بطولة آسيا 2019 م.. وكان ذلك قبل نحو سبعة أشهر!! ووقتها تم تشكيل لجنة من الجهات الحكومية ذات العلاقة وكان ممثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب حاضراً وصدر بيان وزارة المالية باستكمال الضمانات التي صادق عليها اتحاد القدم ليفاجئ الوسط الرياضي بتصريح أمين عام الاتحاد الآسيوي هنا في (الجزيرة) قبل ثلاثة أيام بأن الملف السعودي (مضروب) وبأن الاتحاد الآسيوي لم تصله الضمانات..! فأين مسؤول الملف؟ وماذا كان يعمل لمدة سبعة أشهر؟ وكيف تقدم الضمانات قبل شهر ونصف ولا تصل للاتحاد الآسيوي؟ وقد يكون من السهل تبرير الفشل وتنظيم حملة إعلامية للدفاع عن الأخطاء وتفادي المسؤولية ولكن من الصعب أن يخرج مسؤول الملف في مؤتمر صحافي ليواجة أسئلة الشارع الرياضي.
ويؤكد مصدر آسيوي أن مشكلة (الملف السعودي) يعود لسوء العلاقة بين رئيس اتحاد القدم أحمد عيد وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي الدكتور حافظ المدلج، فالعلاقة جيدة (بروتوكولياً) ولكنها في أسوأ حالاتها عملياً رغم دبلوماسية ولباقة الطرفين في الحديث عن المعضلة التي أثبتها استبعاد المدلج من الملف الآسيوي.
ورغم أن المدلج هو صاحب اليد الطولى في تمديد مهلة الاتحاد الآسيوي في مراحل مختلفة من الملف ولكنه مسؤول عن عدم التدخل مبكراً لتوضيح تأخر وصول الضمانات..!
خلاصة القول: إن رياضة الوطن تخسر كثيراً من سمعتها ومكاسبها بسبب غياب الاحترافية في العمل وضعف التواصل والأنانية وأملنا أن نتدارك بصيص الأمل ونحظى بتمديد آخر من الاتحاد الآسيوي لتقديم الضمانات اللازمة لاستضافة البطولة.