كنت أعتقد أن كلمة وزير التعليم العالي د. خالد العنقري في افتتاح المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي 2014م سينصب على لقاءات المؤتمر، لكن فيما اعتقده أن الكلمة بمثابة قراءة لفترة السنوا العشر الماضية من عمر خطة آفاق الإستراتجية التي بدأت عام 1425هـ وتنتهي عام 1450هـ، لا أقول: إنها قراءة تقييمية لأنه لا أحد يقيم نفسه لكنها تكشف عن فترة من عمر الخطة قد قضى والتحضير لمرحلة جديدة في التوسع بإنشاء جامعات المحافظات التي بدأت عام 1430هـ جامعات: شقراء، المجمعة، الأمير سلمان بالخرج, بعد أن أكمل التعليم العالي إنشاء جامعات المناطق عام 1429هـ والتأكيد على الاستمرار في سياسة إنشاء جامعات المحافظات التي أعلنت مؤخراً 1435هـ عن إنشاء جامعات: حفر الباطن، بيشة، جدة. مما تأكد أننا أمام إرهاصات لمرحلة جديدة من التعليم العالي ويمكن الاستدلال:
أولاً: ركز التعليم العالي على البحث العلمي وأنشطته مثل أودية التقنية في: الرياض، جدة, الظهران، مكة المكرمة. لتكون محاضن لرعاية الابتكار والإبداع عبر إنشاء حدائق العلوم ومراكز الابتكار والمرافق البحثية للشركات من داخل المملكة وخارجها.
ثانياً: وجود (14 )مركزا للتميز البحثي و(8) مراكز للأبحاث الواعدة في الجامعات الناشئة، و(3) مراكز لتقنية النانو.
ثالثاً: وصل عدد الجامعات في السنوات العشرمن خطة آفاق إلى (39) جامعة حكومية وأهلية وتضم الجامعات الحكومية (600) كلية وهذا الرقم (40) جامعة مقرر أن تصل إليه خطة آفاق عام 1450 هـ.
رابعاً: بلغ طلاب جامعات الداخل أكثر من مليون وثلاثمائة ألف طالب وطالبة، وهذا توجه فرضه المجتمع على التعليم العالي, وأيضا جاء متوافقا مع الرغبة في نشر التعليم الجامعي على أوسع نطاق, هذا الرقم لم يكن ضمن الإحصائيات التي ترى بأن يتوزع خريجو الثانوية على القطاعات الجامعية والكليات التقنية والدبلومات والمعاهد.
خامساً: تجاوز عدد المبتعثين في برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي أكثر من مئة وخمسين ألف طالب وطالبة وهو رقم يمكن أن يصل مستقبلاً مع الأسر إلى نصف مليون.
سادساً: التوسع في توفير مصادر أخرى لاستدامة التمويل، حيث تمكنت بعض الجامعات الحكومية توفير مصادر تمويل إضافية من خلال الأوقاف والاستثمارات العلمية, واستقطاب عدد من الجامعات تمويلا من القطاع الخاص لدعم كراسي البحث العلمي.
إذن نحن أمام معطيات جديدة من عمل الجامعات للدخول في مرحلة أيضا جديدة من الأداء المالي والأكاديمي والانتشار على نطاق أوسع في الخدمات التعليمية.