الجزيرة - المحليات:
يرعى فخامة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجيَّة، ورئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة يوم الثلاثاء 22 جمادى الآخرة 1435هـ الموافق 22 أبريل 2014م بالعاصمة الفرنسية؛ افتتاح معرض الحج الذي تنظمه مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة بالتعاون مع معهد العالم العربي بباريس الذي ستستمر فعالياته على مدى ثلاثة شهور.
وأوضح معالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة أن رعاية فخامة الرئيس الفرنسي وتشريفه لحفل افتتاح معرض الحج، تجسِّد أهمية هذا الحدث المعرفي والثقافي العالمي الكبير الذي يرتبط بالركن الخامس من أركان الإسلام، وما يتصل به من مدلولات إيمانية وثقافية وتاريخية كأكبر ملتقى يجتمع فيه الملايين من البشر على اختلاف أعراقهم، وألوانهم ولغاتهم وبلدانهم التي ينتمون إليها.
كما يأتي هذا المعرض ليجسِّد عمق العلاقات السعوديَّة الفرنسية، وتفاعل فرنسا وتأييدها لمبادرات خادم الحرمين الشريفين للتواصل المعرفي والإنساني بين الثقافات والحوار بين أتباع الأديان، سعيًا للالتقاء حول القواسم المشتركة والهادفة إلى إرساء قيم العدل والسلام والاحترام بين الشعوب.
وعبّر معالي الأستاذ ابن معمر عن شكره وامتنانه لرعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجيَّة رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة، وتشريفه لحفل افتتاح المعرض ومتابعته المستمرة لكافة جهود المكتبة من تنظيم وتنسيق وإعداد مع معهد العالم العربي بباريس، وكافة الجهات الحكوميَّة المعنية في فرنسا؛ التي أبدت ترحيبها باستضافة المعرض في محطته الثانية بعد النجاح الكبير في محطته الأولى في بريطانيا العام الماضي، مؤكِّدًا ثقته وأمله في أن يحقِّق هذا المعرض العالمي نجاحًا كبيرًا، كنافذة للتواصل المعرفي والثقافي من خلال ارتباطه بفريضة الحج التي تهفو لأدائها أفئدة ملايين المسلمين في جميع دول العالم، فضلاً عن تنوع معروضاته وفعالياته التي تضم مقتنيات أثرية وفنيَّة نادرة تَمَّ جمعها من عدد من المتاحف العالميَّة، بالإضافة إلى ما تمثِّله إقامة المعرض في عاصمة الثقافة باريس من أهمية كبرى لإيصال رسالة السلام والتعارف والمساواة التي تتجسّد في فريضة الحج التي يتوخى المعرض إيصالها لأبناء المجتمع الفرنسي والأوروبي.
وأشار معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة، إلى أن فعاليات معرض الحج في باريس تسير في ثلاثة مسارات أساسيَّة؛ أولها: التعريف بتاريخ الحج، باعتباره تراثًا عالميًّا وإنسانيًّا من خلال بداياته الأولى في عهد أبو الأنبياء إبراهيم وبناء الكعبة المشرفة، وكذلك التعريف بطرق الحج عبر المراحل التاريخية المتعاقبة. بينما يركز المسار الثاني على تجربة الحج باعتبارها تجربة إيمانية وإنسانيَّة عميقة الجذور، واستعراض القيم الإنسانيَّة لهذه التجربة أمام الجمهور الفرنسي، بالإضافة إلى وتوضيح مفهوم الحج إلى مكة المكرمة وشعائره ومناسكه وطرق أدائها، وما يرتبط بها من قيم التعارف والتسامح أما المسار الثالث فيركز على مدينة مكة المكرمة بوصفها مدينة عالميَّة يقصدها ملايين المسلمين كل عام من جميع دول العالم لأداء مناسك الحج والعمرة، وإبراز التطوّر الكبير الذي شهدته مكة المكرمة خلال المئة عام الماضية في إطار عناية الدَّوْلة السعوديَّة براحة وسلامة الحجاج والمعتمرين وتهيئة المشاعر المقدسة لاستيعاب الزيادة المطردة في أعداد الحجيج عامًا بعد عام.
ولفت ابن معمر إلى أن مبادرة مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة لتنظيم معرض الحج مرتبط ارتباطًا وثيقًا بأنشطة المكتبة لنشر الثقافة والمعرفة ومد جسور التواصل بين أبناء الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة بكلِّ مكوناتها وخصائصها وأبناء الثقافات الأخرى، كما يمثِّل آلية مبتكرة، ضمن عدَّة آليات عملية، لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وإرساء قيم التعاون والتفاهم والتسامح والعيش المشترك بين الأمم والشعوب، مؤكِّدًا تعدّد مظاهر التأثير العميق للحج في الأدب الإسلامي والعالمي وكتابات الرحالة والمستشرقين، من خلال ما تمثِّله هذه الرحلة الإيمانية من تجاوز للذاتية وإعلاء قيم المشاركة الوجدانية في المجموع البشري على تنوعه واختلاف ثقافته من خلال توحد استثنائي في مشهد لا مثيل له يعبِّر عن الهجرة إلى الله التي هي أساس التجلي الإيماني والحضاري.
وأبان معالي الأستاذ ابن معمر أن محتويات المعرض تلقي الضوء أيْضًا على البعد الثقافي والمعرفي المعاصر الذي يرتبط بالحج من خلال أعمال عدد من الفنانين السعوديين والأجانب المعاصرين وشهادات الحجاج الذين سوف يقدمون بعض مقتنياتهم الخاصَّة عن الحج في مساحة مفتوحة تَمَّ تخصيصها لهذا الغرض.
وختم معالي الأستاذ ابن معمر حديثه؛ بالتعبير عن شكره لجهود معهد العالم العربي في باريس على إقامة هذا المعرض العالمي، ولسفارة خادم الحرمين الشريفين في فرنسا لجهودها مع مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة بالرياض وكذلك للجهات المشاركة من المملكة العربيَّة السعوديَّة وهي المتحف الوطني والرئاسة العامَّة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وبقية الجهات الحكوميَّة المشاركة.