خبران في الجزيرة أمس يدقان ناقوس الخطر ويزرعان وتده...!
أولهما خطورة استخدام الأجهزة الذكية في مستقبل عشر سنوات قادمة على رؤوس الأطفال وما يختبئ فيها من «مخ» هو عجينة العقل والأعصاب والمسؤول الأول عن سلامة الإنسان..
والثاني طلب وزارة الصحة من «العالم» أن «يلحقونا» بخبراتهم يجتمعون حول طاولاتنا ليدلوا بما عندهم كي «نصنع» مضادا لكورونا الزائر الغثيث الذي فرد رجليه واستلقى بيننا..!
ونحن عن الخبر الأول مستهترون لأننا ونحن نبتاع لأبنائنا الصغار والكبار منهم الأجهزة أولا فأول إنما نتباهى بقدراتنا، في حين هناك من يشتاق لمثلها، وهناك من يشكو الحاجة لعشر قيمتها ليؤد جوعه..
نلغي تفكيرنا ومعلوماتنا، ونكابر ونحن نسمع لما يقال عن آثارها وسلبياتها المدمرة للعقول بكلا جانبي التدمير..ونتمادى..
ونغفل أنها ليست «شطارة» هذه الاندلاقة على أسواق المبيعات والتنافس في الاقتناء ..
وليس مظهر صغارنا وهم يتجولون مع أجهزتهم دليل وعي أو فهم أو تظاهرة قدرة أو ثقة..!
ونحن عن الخبر الثاني مصابون بخيبة، أين ميزانية وزارة الصحة كي يكون لها مختبراتها وأين مواكبتها الحاسمة والحازمة والمستديمة لمواجهة طوارئ ما يمكن أن يطرأ من عدوى ونحن في وطن مفتوحة أجواؤه للمعتمرين والحجاج بما لا يستطيع فرد وأفراد من إحصائهم وصفحة بيت الله الحرام وما حوله وساحات ومداخل وداخل مسجد نبينا قرة عيوننا محمد عليه الصلاة والسلام تشهد بهذا الاستقبال الحميم لكل وافد، بما يجعل أمر انتقال العدوى واردا وممكنا ولا غرابة فيه مهما كان من استعداد للحجر الصحي بمقارنة إذا كانت المصحات والمشافي جميعها بكل ما يتوقع أن تكون عليه من استعداد شامل وكامل, وإمكانات وافية لم تستطع مواجهة تزايد عدد المصابين «بكورونا»، فكيف يكون وضع حجر الوافدين صحيا..؟؟
فهل المطلوب حسب الخبر الاجتماع للتفكير في كيفية تصنيع لقاح ؟ ومتى سيتحقق هذا ؟ وكم الحالات قبل وجود هذا اللقاح وما مدة التصنيع ومتى سيكون متوفرا..؟ ثم ما الإجراءات التي تمت لمحاصرة المرض ..؟ وما الذي تم لإيجاد حل جذري وفوري كتخصيص مصحة عزل لاستقبال الحالات على سبيل المثال, ونحو ذلك من ترتيبات مختصة في شأن الحد منه.. ومحاصرة الحالات، وطمأنة المجتمع بنشرات إخبارية متوالية مدعمة بعدد الحالات الفعلية, وأماكن العدوى.. وسبل الوقاية.. في المدارس والأسواق والمصحات وحيث تستنبأ العدوى...
هذا ما توافد من طيوف الأسئلة عند تشريح الخبرين بعد أن قرأتهما، ولعل لغيري قراءة أخرى.. أقل حماسا، أو أكثر سبرا ..أو مثلها أو مع شيء منها..و»فوق كل ذي علم عليم»..
فسلامتنا الآن كامنة بين مكر «كورونا» و»ذكاء» أجهزتنا المرافقة لنا ولصغارنا أكثر من ظلنا..!
حفظ اهوف الجميع بوعي الجميع وجهد الخُلص.