الجزيرة - المحليات:
من منطلق وضوح الرؤية التي وضعتها المملكة لعام 2008م، التي ترتكز على تطوير الموارد البشرية وتنويع الموارد الاقتصاديَّة في سبيل تحقيق الجودة الشاملة في مختلف القطاعات والتحول لاقتصاد قائم على المعرفة، وتوسع رواج فكرة الابتكار والاختراع، اتجهت وزارة التَّعليم العالي إلى اعتماد محور «الابتكار وريادة الأعمال» كأحد المحاور الرئيسة في الدورة الخامسة التي تحظى باهتمام كبير من قبل منظمي المؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التَّعليم العالي.
ونظرًا لأهميته في اكتشاف الطاقات الإبداعية والابتكارية لدى طلاب وطالبات التَّعليم العالي، وإثراء ثقافة الإبداع والابتكار في المجتمع الذي انعكس على الجامعات السعوديَّة من خلال إنشائها للعديد من الوكالات والعمادات التي تهتم بالإبداع المعرفي وريادة الأعمال وبراءات الاختراع، لتحتضن العقول البارعة في مجال الاختراع وتحفظ حقوقهم الفكرية وتساعدهم على تطوير الابتكار من خلال تجهيز معامل مجهزة وبيئة ملائمة للمخترع السعودي.
ومن هذا المنطلق تبنَّت وزارة التَّعليم العالي التركيز على محور الابتكار وريادة الأعمال لنشر ثقافة في غاية الأَهمِّيّة بين طلاب وطالبات التَّعليم العالي وهي العمل على أن تكون الابتكارات ذات إسهامات مدركة في تنمية الاقتصاد الوطني.
كما تشمل فروع جوائز محور الابتكار وريادة الأعمال على ثلاثة أشياء وهي:
1- جائزة الفكرة المتميزة: التي تسمح بتقديم فكرة على شكل مخطط ورسوم أو صور مع توضيح المقترحات الخاصَّة بالمراحل المستقبلية للابتكار.
2- جائزة الابتكار المتميز: التي تقتصر على تقديم الابتكار أو الاكتشاف على هيئة نموذج أولي يمكن من خلاله تحديد الوظائف والحلول التي يقدمها هذا الابتكار.
3- جائزة المشروع الريادي المتميز: تقديم الابتكار على شكل نموذج تجاري أو مصنّع مع وصف توضيحي للمراحل والنماذج الأولية التي مر بها الابتكار حتَّى مرحلة التصنيع إضافة إلى نموذج الأعمال ودراسة الجدوى الاقتصاديَّة.
الدعم الحكومي
تجد الابتكارات والاختراعات في المملكة العربيَّة السعوديَّة كل الدعم من الحكومة الرشيدة، بهدف تطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل، لكي يتمكن المبتكرون والمخترعون بفئاتهم المختلفة من استغلال ابتكاراتهم وقدراتهم الإبداعية لخدمة الوطن.
حيث صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- عام 2008م، بتحمل الدَّوْلة النفقات الماليَّة المترتبة على تسجيل طلبات براءة الاختراع للمواطنين السعوديين، حيث أوكلت لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الإشراف على «برنامج خادم الحرمين الشريفين لدعم المخترعين السعوديين»، وكذلك رعايته -أيَّده الله- لمعرض ابتكار الذي يعقد كل سنتين، وكذلك إطلاق جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين بهدف تشجيع المخترعين والموهوبين المتميزين وتنمية روح الإبداع والابتكار بين أفراد المجتمع والإسهام في تطوير مجالات العلوم والتقنية في المملكة، وذلك دعمًا للتحول إلى مجتمع المعرفة».
دعم المبتكرين
ويُعدُّ أهم أولويات وزارة التَّعليم العالي الاهتمام بدعم المبتكرين والمخترعين وتنمية قدراتهم البحثية وتنمية الفكر العلمي في مجال الاختراع، والعمل على تشجيع الاختراعات ذات المردود الاقتصادي، بالإضافة إلى تبني الوزارة مراكز التَّميز البحثي أو البرامج الريادية الأخرى، إِذْ أطلقت مبادرات عدَّة متميزة ورائدة جميعها وضعت لتهيئة البيئة المناسبة للإبداع والابتكار والبحث العلمي المنتج ودعم الباحثين وتحفيزهم على الريادة والمساهمة في الاقتصاد المعرفي للمملكة من خلال منتجاتهم الإبداعية وتسهيل الطريق أمامهم لتسجيل حقوق الملكية لمنتجاتهم كبراءات اختراع ومن ثمَّ تسويقها.
المنافسة العلميَّة
المؤتمر العلمي مناسبة تقام سنويًّا ومهمة لجميع طلاب وطالبات التَّعليم العالي لتشجيعهم وتحفيزهم على التنافس وإبراز ما لديهم من أعمال إبداعية سواء كانت أبحاثاً علميَّة وأدبيَّة أو ابتكارات أو أعمال فنيَّة متميزة أو أعمال ريادية، كما أنَّه يسهم في إظهار روح المبادرة والإصرار على الإبداع والتَّميز في المجالات المختلفة.
مسؤولية التوجيه
كما أن الوزارة أخذت على عاتقها مسؤولية توجيه الطلاب والطالبات إلى الابتكار والاختراع من خلال توظيف المعارف والمهارات التي يكتسبونها في برامجهم التعليميَّة في تطوير مشروعات ريادية ومخترعات تضيف قيمة للاقتصاد الوطني وتسهم في معالجة المشكلات الاجتماعيَّة.
ويعدّ المؤتمر العلمي شكلاً من أشكال اهتمام وزارة التَّعليم العالي في التوجُّه نحو التَّعليم النوعي بعدما نجحت في توسيع دائرة التَّعليم الجامعي عبر زيادة عدد الجامعات والكليات والبرامج الأكاديمية، كما يعد المؤتمر عبارة عن ورشة عمل كبيرة تجمع المختصين والمهتمين في التَّعليم العالي، كما يمثِّل فرصة لتبادل الأفكار وتطوير الرؤى بين المسؤولين وصناع القرار والخبراء في مجال التحول نحو التَّعليم الابتكاري وجعل العملية التعليميَّة أكثر استجابة في استكشاف ورعاية الموهوبين ودفعهم وتشجيعهم لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى منتجات ذات عائد اقتصادي واجتماعي.
يذكر أن محور الابتكار وريادة الأعمال في المؤتمر يحظى بأكبر مشاركة طلابية وصل عددهم لأكثر من 200 ابتكار، حيث سيشهد مشاركة 152 طالبة، موزعة كالتالي: (الابتكارات المميزة 79، الفكرة المميزة 24، والمشروع الريادي المميز 49)، بينما سيشارك 48 طالبًا فقط.