ضمن فعاليات ملتقى التدريب المستمر وتطوير الأداء المؤسسي الثاني عشر الذي نَظَّمته عمادة خدمة المجتمع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة تحت رعاية وزير التَّعليم العالي أ.د.خالد بن محمد العنقري قدمت أوقاف الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي ورقة عمل (تجربة أوقاف الشيخ محمد الراجحي في التدريب المستمر للعاملين في القطاع الخيري وأثره على الأداء المؤسسي) وقدم الورقة الأستاذ عبدالرحمن بن محمد العقيّل، وهي تُعدُّ أول مؤسسة وقفية تشارك في تقديم ورقة عمل في هذا الملتقى وتمحورت التجربة حول نظام قياس مؤشرات الأداء ونظام الحوافز الذي يتم تطبيقه في الأوقاف، حيث تعمل أوقاف الشيخ محمد الراجحي على تطبيق هذا النظام في مختلف القطاعات لديها من أجل العمل على رفع مستوى الإنتاجيَّة وتحقيق الأهداف المرسومة، ونظرًا لتجربتها الرائدة في هذا المجال فقد كانت إحدى الأوراق التي تَمَّ عرضها في هذا الملتقى.
وحرصت الأوقاف على الاستفادة من التجارب المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة في هذا المجال واستعانت بعدد من المستشارين وبيوت الخبرة من أجل بناء النظام وتطويره والارتقاء بمهارات العاملين في الأوقاف واكسابهم المهارات اللازمة من أجل تطبيقه.
ويُعدُّ نظام قياس مؤشرات الأداء أحد الأنظمة المهمة التي ساعدت على أن تحقق أوقاف الشيخ محمد الراجحي قفزات نوعية خلال مسيرتها القصيرة ونتج عنه تحقيق نتائج إيجابيَّة في مجال العقارات والاستثمار والقطاع الزراعي والخيري والموارد البشرية ومركز الأبحاث وغيرها. وتَمَّ استعراض آليات تطبيق النظام والتدريب عليه ومتابعته والنتائج المتحقِّقة بناء قياس دقيق للنتائج خلال العام الماضي والربع الأول من هذا العام التي تجاوزت التوقعات.
ولقيت الورقة إشادة كبيرة من الحضور نظرًا لما حوته هذه التجربة من معلومات ثرية كان لها صداها وخصوصًا أن قطاع الأوقاف يُعدُّ أحد القطاعات الناشئة في بنائها المؤسسي، إِذْ إن الأوقاف حرصت على تمتين بنائها المؤسسي في مختلف جوانبه التنظيمية والإدارية والماليَّة والاستثمار والمصارف الخيريَّة وعملت على تطبيق نظام الحوكمة الذي يُعدُّ إحدى السمات الرئيسة للمنظمات المتميزة.
كما أن الأوقاف أسهمت وبشكل فعَّال في التنمية المجتمعية من خلال مشروعاتها الإستراتيجية المتميزة التي تنفذها من خلال شركائها في الجمعيات الخيرية، وقدمت العديد من الدعم لتلك الجمعيات ومن أبرز مشروعاتها:
مشروع بناء النزيل، الذي يخدم النزلاء في إصلاحية الحائر من خلال برامج تأهيلهم بالتعاون مع المديرية العامَّة للسجون بمنطقة الرياض والمكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بالبديعة، ومشروع حماية مع الجمعية الخيريَّة لمكافحة التدخين نقاء الذي يهدف إلى توعية طلاب المرحلة الابتدائية بأضرار التدخين من خلال فعاليات تقام في أكثر من 208 مدرسة من مدارس البنين والبنات بمنطقة الرياض. ومشروع كفاف الذي يهدف لمساعدة الأسر للحصول على العيش الكريم من خلال مشروع تغليف وتعبئة التمور، ومشروع علبة التيمم الذي يهدف لتوفير 50 ألف علبة تيمم للمرضى بالتعاون مع جمعية عناية الصحيَّة بالرياض ودعم وقف جمعية زمزم الصحيَّة بمنطقة مكة المكرمة وغيرها من المشروعات التي ساهمت فيها الأوقاف في مختلف مناطق المملكة.
وتعمل الأوقاف من خلال شركائها من الجمعيات الخيريَّة على تعزيز هذه الشراكة بما يخدم المجتمع ويسهم في تلبية احتياجاته وفق شراكة فاعلة وتعاون مثمر يصب في خدمة هذا البلد المعطاء.