أن تقول فتيات صغيرات من هذا الجيل : لقد شعرنا بلذة العمل الخيري!
ثم يحكين بلهفة وحماسة وقد علت قسماتهن هالة من نوركيف استطعن الوصول لأهدافهن والتخطيط لها والعمل بجد واجتهاد والتنقل بين مكان وآخر وقضاء ساعات وساعات من يومهن ليكون عملهن متقنا ثم يختمنه بمفاجأة رائعة ذلك حتما يبعث على الاطمئنان بأن هذا الجيل ليس الكترونيا اتكاليا تماما كما يقال ولا منجذبا لكل لهو ولذة كما يتردد!!
إنه يعني أنه محب للعمل والعطاء حين يجد التوجيه والاهتمام وأن من السهولة انخراطه في العمل التطوعي واقناعه به حين يجد مربيا يعينه ومعلما يضعه على الطريق الصحيح، وقد غابت ثقافة العمل التطوعي للأسف في مجتمعنا لكن تلك الطاقات المتأججة حين نأخذ بيدها وندعمها ستنتج وتقدم وتتميز بذات السهولة التي تنحرف فيها وتضيع لاسمح الله تعالى، ولعل المدرسة خير معين للتوجيه ونشر ثقافة العمل التطوعي والخيري من خلال المناهج والمناشط الصفية واللاصفية وغيرها.
كنت سعيدة وأنا أجد كل هذا وأكثر في زيارتي للثانوية 161 بالرياض فمن بين المشاريع التي استعرضتها الطالبات الصغيرات لفت انتباهي مشروع كفالة يتيم توقفت عنده وطلبت أن يحكين لي كيف طرحت الفكرة وكيف خططن للعمل وحكين بسعادة بالغة، وقد تعالت ثقتهن في أنفسهن وجمال اختيارهن كان مشروعا مبهرا وهن يجمعن المال عن طريق ( البازار ) ثم يشرعن بمساعدة معلماتهن في التخطيط واختيار الاعمال التطوعية، ومنها كفالة يتيم عن طريق رحلة لمؤسسة خيرية بل سعين لنشر الوعي بالعمل الخيري بين طالبات المدرسة عن طريق أركان زودنها بكل مايدعم الفكرة والحديث مع الطالبات لإقناعهن بالانخراط في العمل الخيري والتطوعي والاجمل في كل هذا أنهن توجن ذلك ببر الوالدين حيث فاجأت كل طالبة والديها بجعل الأعمال الخيرية بأسمائهم وقدمنها هدية لهم ولاتسأل عن مشاعر كل أم وأب قدمت لهما ابنتهما صدقة جارية في حياتهما!! ماأروعهن وأروع أفكارهن المبهرة وكم أتمنى كتابة اسم كل المئة وإحدى عشرة طالبة ليعلمن كم نحبهن ونفتخر بهن والشكر والثناء لمن دعمهمن فعليا في المدرسة (المعلمتان: لولوة الجاسر وهند الدخيل ومديرة المدرسة أسماء المسلم).
ما أجمل تلك النماذج الصغيرة ومستقبل كبير ينتظرهن بحول الله تعالى.