في دعوة لدعم وتشجيع المشي داخل الأحياء ورفع المستوى الصحي والنفسي والاجتماعي لدى سكان الحي الواحد، عرضت «الجزيرة» دعوات الكثير من المواطنين والمتمثلة في توفير التخطيط السليم للأحياء والشوارع ليكون للمشاة النصيب الأكبر بدلا من استخدام السيارات للذهاب للمسجد والمدرسة.
واستطلعت «الجزيرة» رأي الدكتور عبدالعزيز العمري عضو لجنة التخطيط والأراضي وعضو لجنة التواصل مع المواطنين بمجلس بلدي الرياض حيال تلك الرؤية للمواطنين، حيث أكد أن الشأن البلدي ومنها مصطلح أنسنة المدينة يسير في الاتجاه المرسوم له من قبل مسؤولي الأمانة بمدينة الرياض، والتي شهدت منذ أعوام تلك النقلة التي برزت فيها مدينة الرياض لتصبح أنموذجا لباقي مدن المملكة ولله الحمد، منوها بمسيرة سمو أمين منطقة الرياض السابق الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف، وحاليا معالي المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل الذي لا يألو في خدمة المدينة وساكنيها.
وأشار الدكتور العمري أن من ضمن تلك الجهود ممرات المشاة وإزالة أسوار الحدائق والسعي نحو توفير أرصفة تساعد على المشي سواء في المناطق التجارية أو السكنية وغيرها، ولنا في الساحات البلدية مثال على ذلك، مستدركا أنه رغم تلك الجهود إلا أننا نطالب بتسريع الخطى نحو إنشاء الكثير من الحدائق داخل الأحياء في ظل توافر أراضي مخصصة لذلك، وتعزيز جانب أنسنة الحي ودعم الجانب الاجتماعي والمعرفي بين سكان الحي الواحد.
من جانبه، أوضح الدكتور عبد الرحمن القحطاني أمين عام الجمعيَّة الخيريَّة للتوعيَّة الصحيَّة «حياتنا» أن هناك تغيرا في ثقافة الكثير من السعوديين نحو ممارسة المشي، بل هناك تغير حتى في ثقافة العيب في لبس الأحذية الرياضية مع الثوب، أو الخروج برفقة الزوجة والمشي في الأماكن العامة والأرصفة الواقعة على الشوارع الرئيسة، كما أن وجود مضامير المشي أسهمت في المزيد من تعزيز تلك الثقافة ومنها رياضة المشي. وأكد الدكتور القحطاني أن تلك الثقافة لا يقف نفعها على الفرد بل على المجتمع والدولة، من حيث الصحة الجسمانية والنفسية وحتى الاقتصادية، حيث إن توفير البيئة المناسبة لممارسة المشي والجري تحد من الأمراض، ومنها مرض السكري على سبيل المثال، في ظل أن المجتمع السعودي لديه 75% من عبء المراضى بسبب الخمول البدني. وكشف أمين عام الجمعية الخيرية للتوعية الصحية «حياتنا» أن مدننا وأحيائنا مع الأسف الشديد تم تخطيطا لتكون صديقة للسيارات وليست للمشاة، ولهذا فنحن ننادي وزارة الشؤون البلدية والقروية وكذلك القطاعات المعنية بالتخطيط أن نخطط لشوارعنا وأحيائنا ومدننا لتكون صديقة للمشاة، بل نحن هنا نعاني أحيانا من صعوبة المشي والتنقل بالأقدام، بعكس دول الغرب التي تهتم بتلك الناحية، وهي بذلك تحقق فوائد كبيرة وتقلل من المصروفات العلاجية، ونحن دورنا في الجمعية هو صنع التأييد لتعزيز الصحة في المجتمع مع القطاعات الحكومية والأهلية عبر تشجيع رياضة المشي وغيرها من الرياضات.