ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين .. سلمه الله تعالى.. هي ذكرى بيعة سيذكرها التاريخ بأنها كانت لرجل عميق الطيب، طاهر النوايا، وحامل الحب الكبير لشعبه بلا حد، في زمن قصير جدا سعى الملك عبدالله بن عبد العزيز سلمه الله تعالى في أن يجعل كل شيء في حياة الناس يتجه بقوة إلى الكمال، أن يرفع الناس إلى تطلعاتهم، وأن يجعلهم أقرب إلى أمانيهم.. بدأ بداية فيما لم يسبق إليه أحد - بدأ في الاستثمار الجاد - في بناء - أبناء المواطنين - بناء الإنسان في هذا الوطن. من خلال الابتعاث الذي طرق أبواب الفقراء في الحواري البعيدة، والقرى النائية، والمدن القصية.. وقد كانوا قبله لا يلامس هذا حتى أحلامهم، ولا يقترب حتى من خاطرة الأماني.
هذا القائد قلب قواعد كثيرة وأسس لقواعد جديدة في كل شيء، متحمس للصيرورة الدائمة في التطوير، لم يتوقف عند تحويل رقم سبعة في عدد الجامعات إلى سبعة وثلاثين، والرقم يتصاعد كل يوم، ولم يتوقف عند تحويل الابتعاث إلى الرقم ربع مليون مبتعث في كل دول العالم.. لم يتوقف عند تحويل الميزانية إلى أرقامها الترليونية في سبيل أن يجد الناس أنفسهم في دولتهم وفي ملك بايعوه إماما.. فدخل إلى بيوت أشدهم فقرا يلتمس منهم مغفرة عن تقصير قديم، وغفلة جعلت حالهم هذا يستمر ولا يتغير.! خرج ملك البيعة النقية الطاهرة العزيزة على قلوب أمته وشعبه.. خرج بها رافعا حرية الرأي، وحرية الكلمة، وحرية النقد.. خرج رافعا الأقفال عن الأبواب كافة.. لكي يدخل من يشاء في أي وقت يشاء.. خرج وفي قلبه رجفة القلق إن ضعف المساعد، وخان المؤتمن .. فأسس مكافحة الفساد لكي يبلغ المال أهله، ولكي تنتهي التنمية إلى سبيلها. ولكي يستودع الفساد أهله في أماكنهم المقدرة لهم في الدولة النظيفة التي تتطهر من خبث الفساد ومن خبائث أهله.
إن صاحب هذه البيعة الملك عبد الله بن عبد العزيز - سلمه الله تعالى استثمر أفضل الصفات فينا.. وعبر بنا مزالق مردية تردت فيها دول لم تخرج بعد من نتائجها ولا ويلاتها.. وكان بناء عظيم في كل شيء حتى البيت المعمور.. الذي رسم له ملامح قدرة تُضاعف مما هو عليه.. ليكون هو البناء الأكثر كلفة في العالم.. والأكثر جمالا.. والأول قدسية في الكون كله.. والذي حملت الأزاميل الأولى والطوبة الأخيرة اسمه الملك عبد الله بن عبد العزيز أمتع الله المسلمين بطول بقائه في صحة وعافية.