أكد معالي مدير جامعة طيبة بالمدينة المنورة الدكتور عدنان بن عبدالله المزروع أن الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - تجسد اللحمة والتلاحم بين قائد مسيرة هذا الوطن المبارك وشعبه.
وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: «نشكر الله سبحانه وتعالى على أن من على هذه البلاد المباركة بوالد رحيم، وقائد حكيم، وملك حليم، أسر القلوب بعدله وكرمه، وتواضعه، وقربه من شعبه «، موضحاً معاليه كيف لا يكون كذلك وقد تخرج من مدرسة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود التي أسسها - طيب الله ثراه - على النهج النبوي في التربية والسلوك.
وأضاف الدكتور المزروع أن خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - كثيراً ما يكرر ويؤكد على الأسس التالية ويوصي بها من يليه ومن حوله التي تتمثل في أولوية الشرع، ورضا الشعب، وإقامة العدل، واصفاً قائد المسيرة - حفظه الله - بالرجل الفذ الذي تباسط مع شعبه وصارحهم وتواضع لهم فأحبوه، وأسعده أن يكون عبداً لله وحده وخادماً للحرمين وللإسلام والمسلمين فرفعوه. ونوه معاليه إلى أن الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - هي من أجل الذكريات العزيزة على النفوس لأنها تذكرنا بتلك الانطلاقة لعهد جديد من تاريخ المملكة العربية السعودية، ولان بيعة ولي الأمر والسمع والطاعة له، ركن أصيل وأساس عظيم من أسس الإسلام في بناء الدولة، والمملكة التي قامت على الإسلام عقيدة وشريعة وعبادة وأخلاقاً ومعاملات تلتزم أساس البيعة الذي هو عهد وعقد ملزم بين الحاكم والمحكوم، مشدداً معاليه أنه ومع تجدد ذكرى البيعة نجدد معها الحب لقادتنا، وولاءنا واعتزازنا بهم وانتماءنا وحبنا لوطننا، ونجدد عزمنا على المضي قدماً للعمل الجاد والبذل والعطاء.
وتابع الدكتور المزروع يقول: تذكرنا هذه البيعة بإنجازات ونجاحات نوعية لم تشهدها المملكة منذ نشأتها، حيث أصبحت في عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إحدى أهم القوى العالمية في المجالات السياسية والاقتصادية وأصبح العالم يتطلع ويترقب مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية لتتبناها المحافل والمؤسسات العالمية، لأنها تخرج من رجل يحمل فكراً نقياً ونهجاً سوياً، ومبدأً عادلاً، ورؤية حكيمة، وحرصاً على تحقيق الأمن والسلام والتقدم للإنسانية. وأردف معاليه: «إن قضايا المسلمين بشكل عام تحظى باهتمام خاص من خادم الحرمين الشريفين - أيده الله -، فبالرغم من تشعب الأحداث وتفاقم المشكلات إلا أن قضايا المسلمين عموماً، وقضية فلسطين خصوصاً ماثله أمام عينيه، ويساند أبناء الأرض المحتلة، ويعمل على دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية, ويصر على إعادة الحقوق لأبناء الشعب الفلسطيني، ويقف موقفاً ثابتاً داعماً لحقوق الشعب السوري وغيرهم من شعوب الأمة الإسلامية المحتاجة. وأضاف أن ذكرى هذه البيعة تجعلنا نتأمل أيضاً المنجزات الوطنية التي تحققت في عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، تلك الإنجازات التي شملت جميع شؤون الحياة، وجميع المجالات والمؤسسات، وأصبح عهده يتسم بالعمل والبناء، والتطور والنماء، والتفاني والعطاء، والجد والعمل، والتشجيع والمحاسبة نهضة في جميع مرافق الدولة ومؤسساتها ومجالاتها وشؤونها، وشملت النقلة النوعية قطاعات الاقتصاد والتعليم والصحة والمياه والزراعة والنقل والمواصلات، كما شملت المجالات الاجتماعية والأمنية وغيرها.
وثمن معالي مدير جامعة طيبة حرص الملك المفدى - حفظه الله - على بناء القدرات البشرية، واستحداث الفرص الوظيفية، وبناء المبادرات النوعية لتطوير أفراد المجتمع ومؤسساته، مشيراً إلى أن التعليم يقفز بخطوات نوعية متسارعة وراسخة، سخر جميع الإمكانات المالية والمادية والبشرية والتقنية، فأنشئت المدن الجامعية، وتضاعف عدد الجامعات، فخلق ذلك فرصاً من التنافس العلمي المحلي والعالمي بين جامعات المملكة.
ونبه معالي مدير جامعة طيبة أنه وعلى مستوى الاقتصادي والصناعي تقف المدن الصناعية والمعرفية والاقتصادية شاهد عيان على ذلك الاهتمام وتلك النقلة الصناعية والنمو الاقتصادي الذي لم تشهده المملكة من قبل، وأصبحت من الدول المتقدمة والمؤثرة في مجال الاقتصاد , لافتاً إلى أن صحة المواطن وسلامته هي أحد أهم القضايا التي اهتم بها - حفظه الله -، ولذلك اهتم بالقطاع الصحي وخصص لذلك ميزانيات ودعماً غير مسبوق لإنشاء المستشفيات والمدن الصحية. وأشار الدكتور المزروع إلى أن قائد المسيرة - رعاه الله - عد المحافظة على أمن شعبه والمواطنين والمقيمين من أولى مسؤوليات القيادة، فوجه جميع الجهات المسؤولة عن أمن المواطن وسلامته بالعمل الدؤوب والجاد لتحقيق الأمن للمواطنين، والسهر على راحتهم واطمئنانهم في دورهم وأعمالهم وجميع مناشطهم. ووصف معاليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بصانع الحوار الوطني ورائد الحوار العالمي , فمبادرته أوجدت مناخاً من الحوار الهادئ بين أبناء الوطن , ومناخاً من الحوار العالمي بين أتباع الأديان , لبناء جسور من التفاهم بين أتباع الأديان , وتحقيق السلام الإنساني. وأستعرض معاليه الأعمال الجليلة التي تحققت في عصره الزاهر - أثابه الله وأيده بتأييده - خاصة فيما يتعلق بحجاج بيت الله وعماره وزواره فقد كانت لهم عناية خاصة، لأنهم ضيوف الرحمن، حيث أبى - حفظه الله - إلا العمل على إكرامهم على الوجه الأوفى والأكمل، فأمر بتوسعة الحرمين الشريفين تلك التوسعة الأكبر والاشمل على مدى التاريخ، وذلك لتوفير الأمن والسلامة والراحة للحجاج والعمار والزوار، وليستوعب الحرمان الشريفان أكبر عدد من ضيوف الرحمن.
وواصل معاليه يقول:» لم ينس - حفظه الله - المرأة السعودية وحاجتها إلى الإكرام اللائق بها , والعمل على حفظ حقوقها وكرامتها التي كفلتها لها الشريعة الإسلامية , فأصبحت المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين جزءاً وعنصراً فاعلاً في المجتمع بما تقتضيها طبيعتها , ولا يتعارض مع أساس رسالتها في بناء الأجيال وصناعة الرجال. ولفت معالي مدير جامعة طيبة إلى أن ذكرى البيعة تستدعي معها معاني كثيرة يضيق المقام عن وصفها وتضيق السطور عن ذكرها، ولكنها ذكرى تتجدد معها الدعوات، ويتجدد معها الولاء والوفاء، وتتأكد معها اللحمة والعلاقة الوثيقة بين القائد وأبنائه، فلا يستطيع منافق أو حسود، ولا صاحب هوى أو فكر منحرف، ولا تتمكن فيروسات الأفكار الضالة والمنحرفة أن تجد لها ملجأ أو مكاناً في مشهدنا الوطني الذي تحصن بالإيمان والعقيدة، وتدثّر بالحب والولاء والوفاء. وفي ختام تصريحه أزجى معاليه أعذب عبارات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويمن عليه بالصحة والعافية وأن يجعله ذخراً للإسلام والمسلمين.