تتوالى سنوات العطاء والخير ويعود السادس والعشرون من جمادى الآخر من كل عام متوشحاً بذكرى غالية تتجدد فيها البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-, ملك بايعته قلوب الناس قبل أياديهم، لتواصل هذه البلاد مسيرة العطاء والنماء. فمنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مرورًا بأبنائه الملوك البررة سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله جميعًا- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله-، والسنوات تمر والمواطن يحظى خلالها بالاهتمام والرعاية في شتى المجالات، السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية والاجتماعية، فتتابعت الأوامر الملكية الكريمة مادةً يد العطاء لكل أفراد الشعب باختلاف فئاتهم، هادفةً لتحقيق سعادتهم ورفاهيتهم، وتأكيدًا لرؤيته الصادقة ونظرته الأبوية لأبنائه المواطنين ولمساته الحانية الدائمة التي تعزّز روح التلاحم والوحدة بين الشعب وولي أمرهم. سياسة حكيمة وقيادة متزنة قدمت مصلحة المواطن والوطن على كل اعتبار، تبني أواصر اللحمة الوطنية, وتنزع التفرقة والعنصرية, تساوي بين الجميع حيث لا طائفية ولا مذهبية ولا مناطقية, تشدد على الحقوق والمساواة, وتحارب الظلم والفساد, وتبذل الغالي والنفيس والجهد والوقت لحفظ أمن وسلامة كل من يقيم على هذا الثرى الغالي, وتضرب بيد من حديد على كل من يحاول زعزعة أمن واستقرار المجتمع وأفراده أو إغوائهم بالفكر أو المال أو التحريض على الفتن. مسيرة طموحة وإنجازات مشهودة وأمن وارف أتت بحاضر مزهر وغد مشرق بمشيئة الله. فبلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تشهد مشاريع البناء والتنمية المتعددة التي قامت بسواعد أبناء الوطن حتى أصبحت دولة حديثة متطورة متمسكة بقيمها الإسلامية العريقة، إذ شهدت المملكة عبر السنوات الماضية أعظم حركة بناء حضاري في تاريخها الحديث على المستويات كافة، ويأتي على رأسها مشاريع التوسعة والتطوير في الحرمين الشريفين ومشاريع وبرامج الإسكان للمواطنين. عطاء لا يتوقف، وسخاء ليس له مثيل, تنمية واستثمار للإنسان, فتطوير التعليم متواصل ومراحل الابتعاث الخارجي تجدد والجامعات تزداد وتتوسع، فتح لأبواب جديدة لتوظيف المواطنين ودعم لا محدود لمشاريعهم الصغيرة والكبيرة، ومستشفيات تبنى وخطط طموحة للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين. فأصبحت بفضل الله تعالى، في رغد من العيش والمن والأمان مبنية على كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. في هذه الذكرى الغالية نجدد البيعة والولاء ونرفع أيادينا بالدعاء لله سبحانه أن يمتع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالصحة والعافية، وأن يشد عضده بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز - حفظه الله- وأن تتواصل المسيرة نحو المزيد من الإنجاز والبناء.