كان لكاتب هذه السطور الشرف العظيم أن تعرف عليه وعلى أمثاله من العلماء، كالعالم والفاضل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، لقد تعرفت عليه وعلى فضيلة الشيخ عبد العزيز صغيراً وكبيراً من خلال تربيتي بعد وفاة أبي عند والدتي في محافظة الدلم، ليس لدي ما أقوله إلا أن أقول (القلب يفجع والعين تدمع) عليك وعلى أمثالك من العلماء الأفاضل، وخاصة علماء هذه البلاد التي وحدها وقام بجمع شملها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن غفر الله له ولرفقته ممن ضحوا بمساعدته وجمع شمل هذه البلاد كما ذكرت من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها. وها نحن ننعم بالخير والاستقرار ولذة الأمن والعيش في ربوعها، ونحمد الله العلي القدير الذي ورث لنا من أبنائه الكرام الذين حكموا من بعده وهم جلالة الملك سعود وفيصل وخالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز غفر الله لهم جميعاً. وأبقى لنا قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ملك الإنسانية الراحم الرحوم ودعواتي وتمنياتي لكل من فقدته في هذه الديار الفانية بالمغفرة والرحمة من عند الله جل وعلا.
وختاماً لا أنسى موقفاً وقفته معي يا فضيلة الشيخ راشد بن خنين، عندما وجدتني جالساً، وطفلاً لا أعرف ماذا أعمل حيث ذهبت إلى المدرسة، القصد من ذلك قراءة القرآن الكريم وحفظه على يد المدرس في محافظة الدلم وقد نهرني بقوله: (لا يدرس لدي إلا الدخالة في بيته)، وهي عبارة عن جديدة من البياز الذي كانت عمله في تلك الزمان، وعندما رأيتني يا فضيلة الشيخ راشد جالساً وسألتني لماذا تجلس هنا؟ وقلت لك ليس معي ما يدرسني من النقود. فأخذت بيدي وأدخلتني على المدرس وضربت بصدري وصدرك وقلت للمدرس: الأجرة علي لهذا الطفل.. فشكر الله سعيك حياً وميتاً لقد كنت حسن التعامل مع من عرفته وعرفك ومن لا تعرفه.. وجزاك الله خير الجزاء لما علمت به وغفر الله لك ولجميع المسلمين انه سميع مجيب وبالإجابة جدير.