مزيج من مشاعر عدة اختلطت في أنفس الرياضيين قاطبة عندما تم الإعلان عن بزوغ فجر جديد لمسيرتنا الرياضية وبالأخص الكروية. (الانتخابات) كلمة تبث الهيبة في القلوب، وترسخ قدسية الاختيار للإنسان. يرى فيها كل منا حلماً طال انتظاره لمستقبل أقل قيداً.
وفعلاً، تبنينا المشروع. وقمنا بتطبيقه بحذافيره. ممثلون، مرشحون، مصوتون، وصندوقٌ ترمى بداخله أحلام وتطلعات موسومة باسم. فريقان يختلفان في الطريقة ويتفقان على الهدف. هدفٌ يقبع على أثاف ثلاث:
- عدالة
- احترافية
- طموح
لم يحلموا بغير هذا، لم يطمعوا بالمزيد. فمن يكره السعي إلى الكمال؟
تمت العملية بنجاح، ولم تشب التجربة شائبة. وفي خضم كل هذا نسينا أهم عنصر في هذه المعادلة، ألا وهو (نحن).
فنحن لم نعش الانتخابات والاختلافات والرأي الآخر واقعاً وتجربةً إلا في تصاريحنا.
ونحن لم نستطع فصل الأهواء عن العمل، وعن تحميل أنفسنا عبء (رد الجميل) لمن كان سبباً في وصولنا.
ونحن لم نستطع أن نقلِّد منافسنا وسام الفارس الذي سعى (مثلنا) للوصول إلى الهدف دون أن نجعله عدواً لدوداً كان مصدراً لتهديد أحلامنا وبديع تطلعاتنا.
نحن لم نستطع أن ندرأ عن أنفسنا تهمة (إن لم تكن معي، فأنت ضدي).
فما رأيناه هذا الموسم من اتحادنا الموقر (المنتخب) من تفرقة في المعاملة بين (من صوت له ومن صوت ضده) تجعلنا نعيد التفكير تارة أخرى في مدى نضوجنا للتجربة وليس نضوج التجربة في حد ذاتها.
أحداث جسام مرت على ساحتنا الساخنة حد الاحتراق في هذا الموسم، كان الفيصل فيها قبل النظر إلى القوانين هو تبعية المخطئ أو المتجاوز لأيٍ من الفصيلين. فالمواقف الشخصية أصبحت محركاً أساسياً للأحكام، وعين (الرضا) زادت حدقاتها اتساعاً تجاه المقربين. والعين الأخرى تكاد (تقدح) شرراً تجاه المعارضين.
قيل قديماً: (التجارب مصنع للرجال). والرجال الذين نعنيهم هم القادة العمليون الذين لا يألون جهداً في إقناع من صوت ضدهم قبل من صوت لهم بكفاءتهم وجدارتهم بالمنصب.
فعلياً، هو موسم للنسيان. ومنطقياً، هو موسم الدروس النافعة لما هو آت. وعملياً، هو موسم سقوطٍ في جلّ الاختبارات.
يجب أن يعي اتحادنا الموقر (المنتخب) دوره بشكل حقيقي. فاللجان تابعة لك، والعاملون فيها ممثلون لك. وكل ما يلي ذلك من نجاح أو إخفاق في عمل إحداها، فهو إما عليك أو لك. فإعطاء الصلاحيات بلا رقابة، (تنصل). ومتابعة العبث بلا تدخل، (ترجُّل). ولا نناشدكم سوى في قليل من تبصّر وتعقّل. تروننا بعد ذلك بين راضٍ ومساندٍ ومهلّل.
للأسف، وقع المحظور. وتم وسمكم بالضدية. فأصبحتم بما أوكت أيديكم أمام عمل مضاعف يبدأ بتغيير صورة ترسخت، ثم ببدء العمل على تحقيق آمالٍ على أعتاقكم عقدت.
فهل أنتم فاعلون، أم أنكم ماضون في طريق شق الصف وتحزيب ساحة يفترض أن تكون جاهزة لفرسان يهتمون بعشقهم فقط، دون الحاجة لليّ أعناقهم بين حين وآخر خشية وتوجساً؟ لننتظر ونرى.
بقايا...
- قرار إيقاف البلطان لمدة عام قرار ضبابي لا نعلم حدوده أو كيفية تطبيقه. فهل العقوبة تمنعه من دخول مكتبه في النادي؟ أم من متابعة فريقه من على المدرجات؟ أم هي مقتصرة على عدم دخوله لغرف الملابس التي تعج أصلاً بمن لا علاقة لهم بالفريق (رسمياً) من معارف وأقارب؟
- عندما تصرح لجنة الانضباط بأنها لن تستعجل في إصدار قرارها، ويصدر القرار في اليوم التالي وفي منتصف إجازة نهاية الأسبوع، فمن المعيب جداً أن لا نطرح هذا السؤال: (من أصدر القرار و أقرّ العقوبة؟)
- شكوى نادي الاتحاد على مشاركة لاعب (الطوارئ) الأهلاوي ستكون قضية قضايا الموسم أو سيتم إخمادها في مهدها من مبدأ (ترانا في نهاية موسم وما نبي قلق).
- اللافتة التي رفعها جمهور الهلال في اللقاء الآسيوي الأخير أمام الإيرانيين كانت أبلغ من ألف خطبة وألف محاضرة في الدفاع عن أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها.
خاتمة...
لقد أباحَكَ غشاً في معاملةٍ
من كنتَ منه بغيرِ الصدق تنتفع
(المتنبي)