كشف مسؤولون أمريكيون مطلعون في لقاء مع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية على تفاصيل الجولة الأخيرة من محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية برعاية أمريكية أن قضية الاستيطان كانت من أهم العقبات التي حالت دون إمكانية التوصل إلى حلول خلال الأشهر التسعة التي اتفق عليها خلافاً لما يدعيه الإسرائيليون.
وبالتالي يضيف المسؤولون المقربون من محادثات السلام، كانت هناك أسباب عديدة وراء فشل جهود السلام، «ولكن على الشعب الإسرائيلي ألاّ يغفل الحقيقة المرة وهي أن المستوطنات هي المسبب الأول للفشل» لأنه كيف يمكن للفلسطينيين أن يصدقوا بأن إسرائيل ستسمح لهم بإقامة دولة في الوقت الذي تواصل بناء المستوطنات فوق المناطق التي يفترض أن تقوم عليها تلك الدولة .. «إننا نتحدث عن 14 ألف وحدة استيطانية وليس أقل، ولم ندرك سوى بعد انهيار محادثات السلام بأن البناء يصاحبه مصادرة أراض على نطاق واسع، وهو ما لا يتلاءم مع الاتفاق.
«وأكد المسؤولون الأمريكيون أن ما يقولونه هو أقرب ما يكون للموقف الأمريكي الرسمي أو الرواية الرسمية غير المعلنة -إن صح التعبير- حول ما حدث خلال الأشهر التسعة الماضية.. ولم يطلب المسؤولون سوى شرط واحد وهو عدم الكشف عن أسمائهم وذلك انصياعاً للتعليمات التي تلقوها من قيادتهم.
ويضيف التقرير نقلاً عن المسؤولين الأمريكيين المطلعين على سير المحادثات، أن الطاقم الأمريكي استخدم برامج حاسوب متطورة لترسيم الحدود في الضفة الغربية بصورة أولية، وحسب المخطط الأمريكي كانت إسرائيل ستحتفظ بالسيادة على أكثر من 80% من المستوطنين الذين يعيشون في الضفة الغربية، مقابل إخلاء 20% فقط.
أما فيما يخص الحدود في مدينة القدس فقد اعتمد المخطط ما اقترحه الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عام 2000 وهو أن تكون الأحياء اليهودية تحت سيطرة إسرائيل والأحياء العربية تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وبحسب المسؤولون الأمريكيون سيعمد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال الأيام القليلة القادمة إلى حل معظم الطاقم الأمريكي الذي كان يعمل معه في موضوع المحادثات الفلسطينية- الإسرائيلية، ولم يعلن كيري بعد ما إذا كان سينتظر عدة أشهر ومن ثم يبدأ مساعي جديدة في محاولة للتوصل إلى تسوية، أم أنه سيطلق مبادئ أساسية يقوم عليها الاتفاق حسب ما تراه الإدارة الأمريكية.
من جهة أخرى قال موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، المتواجد حالياً في غزة: إن تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية المستقلة أصبح قاب قوسين أو أدنى، لافتاً إلى أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مسؤول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد سيصل إلى غزة خلال الساعات القليلة المقبلة لبدء تشكيل حكومة التوافق الوطني.
وأوضح أبو مرزوق خلال لقاء مع صحفيين نظمه «بيت الصحافة» في غزة مساء السبت أن الأحمد سيصل إلى غزة للبدء في مشاورات تشكيل حكومة التوافق تنفيذاً لاتفاق تنفيذ المصالحة الذي وقع في غزة مؤخرًا.
وأكد أبو مرزوق أن الحكومة الفلسطينية القادمة هي حكومة توافق وطني لا علاقة لها بالبرنامج السياسي ولها مهام محددة. وجدد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التأكيد على موقف حركته الرافض للاعتراف بالكيان الإسرائيلي وشروط الرباعية الدولية.
وقال أبو مرزوق «إن الرئيس عباس سيصدر مرسومًا بتشكيل الحكومة بالتزامن مع عدة مراسيم كتحديد موعد الانتخابات .. وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد تحديد موعد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، مرجحًا أن تكون اجتماعاته في القاهرة؛ لمناقشة ملفات المصالحة، والانتخابات، وآليات تشكيل المجلس الوطني الجديد.
وفيما يتعلق بخوض حركة حماس للانتخابات الرئاسية المقبلة، قال أبو مرزوق: إن حماس لم تتخذ بعد قرارًا بالمشاركة فيها، لكنها تغلّب ألا تعتذر عن المشاركة بأي انتخابات.