الشاعرة والإعلامية مديرة تحرير صحيفة الساعة الإلكترونية تهاني التميمي، المشهورة باسمها المستعار (الأسمى)، قدَّمت إحدى أبرز التجارب الشعرية النسائية السعودية المتميزة، وزخرت نصوصها بكل متميز من المخزون اللغوي الرصين والإحساس العالي والمبهر من التداعيات والأخيلة والرموز والصور كأنموذج للشاعرة السعودية المثقفة:
ما أدري إذا الغربه جسد تايه وضايع بالديار
والا إذا الغربه لحد يدفن أحاسيس جسده
والا إذا الغربه شعاره حنَّا أموات بقرار
والاّ إذا الغربة حياة بلا زوايا وأعمده
ومدري إذا هاجر حبيبي بهجرته رد اعتبار
أو مثل طير مهاجرٍ بعده يجدد مولده
بذكّره وابسأله إلى متى هذا القرار
إلى متى بعدك حبيبي ذل قلبي ووأده
إلى متى أركن خيالي في قوائم الانتظار
إلى متى أسقي المشاعر وهم وأملى الأورده
باذكّرك بأسمى البشر لما يضيق بها المدار
لما تنادي يا ولدي بالعيد ماني معيّده
لما تنادي يا ولدي تذبحني دمعة الانكسار
يذبحني همسٍ أسمعه بالعيد وما جاه ولده
ومدري إذا فيني يحس لمّا بجداره واقتدار
أنسج معاني تشتعل توعد زماني وتوعده
إني أحبه وأسكنه وأسكن تباشير النهار
وأسكّنه قلب اعجزت تسبيه كل الأفئدة
وأذكّره إنّ الديار بدون أنفاسه قفار
وإنّ القفار بطلّته تصبح حدايق مورده
وأذكّره إن الحصى بضربة حصى تشعل شرار
وإن القلوب بنبضها نيران شوقٍ موقده