شهدت مدينة ماريوبول بجنوب شرق أوكرانيا اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الحكومية وجماعات الانفصاليين الموالية لروسيا بعد الاحتفالات بمناسبة الانتصار السوفييتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وأُطلقت أعيرة نارية بوسط المدينة التي تقع قرب الحدود الروسية، ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 450 ألف نسمة، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية. وقال زعيم جماعة الدفاع عن النفس الموالية لروسيا إن العديد من النشطاء أُصيبوا خلال الاشتباكات. وقال المتحدث باسم الموالين لروسيا إن قوات الأمن فتحت النار خارج مركز للشرطة يسيطر عليه الانفصاليون بعد تجمع حشد هناك. ولم يتسنَّ التحقق من صحة هذه التقارير من مصادر مستقلة. فيما تعرض نائب في المجلس المحلي لمدينة إسماعيل في مقاطعة أوديسا بجنوب أوكرانيا لمحاولة اغتيال أمس الجمعة، حسبما أفادت تقارير إخبارية. وأُصيب النائب بأعيرة نارية في البطن بينما كان يقود سيارته، ولم تعلن أجهزة الأمن المحلية اسم المصاب بعد، إلا أن وسائل إعلام أوكرانية قالت إن النائب هو المستقل يوري دميترييف. وذكرت شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية الروسية أن المصاب نُقل إلى أحد المستشفيات، ووُضع في غرفة العناية المركزة.
من جانبها، انتقدت فرنسا أمس الجمعة دعوات انفصاليين لإجراء استفتاءات على الحكم الذاتي في أوكرانيا. وقال وزير الخارجية لوران فابيوس في بيان: «تدين فرنسا على وجه الخصوص قرار الانفصاليين في شرق أوكرانيا إجراء استفتاء غير قانوني. الأولوية الملحة هي التهدئة والالتزام بحوار وطني والإعداد لانتخابات 25 مايو».
من جهة أخرى، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن بلاده ستطالب أوكرانيا بدفع ثمن الغاز مقدماً بدءاً من يونيو/ حزيران بعد تخلف كييف عن سداد ثمن الشحنات التي تسلمتها. وذكرت شركة جازبروم الروسية يوم الأربعاء أن المدفوعات المستحقة على أوكرانيا عن إمدادات الغاز في إبريل/ نيسان قد حل أجلها ولم تدفع شيئاً، وهو ما زاد إجمالي الديون المستحقة لروسيا على أوكرانيا مقابل شراء الغاز إلى 3.51 مليار دولار. وقال نوفاك في بيان مساء أمس الأول الخميس: «بموجب العقد، يؤدي عدم تنفيذ الالتزامات تلقائياً إلى التحول لنظام الدفع المسبق لثمن شحنات الغاز إلى أوكرانيا بدءاً من أول يونيو/ حزيران». وكانت روسيا قد هددت بخفض إمدادات الغاز إلى أوكرانيا في يونيو/ حزيران إذا لم تتلقَّ مدفوعات مسبقة بحلول نهاية مايو/ أيار. وتلبي إمدادات جازبروم 30 في المئة من الغاز المستهلك في أوروبا، ونصف هذه الكمية تقريباً يمر عبر الأراضي الأوكرانية. وذكر الوزير الروسي أن جازبروم سترسل فاتورة أولية لشهر يونيو/ حزيران قبل 16 مايو/ أيار، على أن يتم شحن الغاز بكميات تتناسب مع المدفوعات التي تتلقاها قبل 31 مايو/ أيار.
من جهة أخرى، قال جهاز أمن الدولة الأوكراني أمس الجمعة إن مخربين أوقفوا بث التلفزيون الحكومي لساعات عدة، مشيراً إلى أن موسكو أيَّدت هذا العمل في إطار حملة التحريض على التمرد في شرق البلاد. وقالت فيكتوريا سيومار نائبة رئيس جهاز أمن الدولة إنهم أضرموا النار في أسلاك الكهرباء والإشارات الممدودة تحت الأرض إلى التلفزيون وعدد من المحطات الإذاعية في الصباح حينما كانت روسيا تحتفل بالانتصار في الحرب العالمية الثانية.