القيمة الاقتصادية للإنجاز الأمني

* الإنجاز الأمني الذي حققته وزارة الداخلية بكشف التنظيم الإرهابي الذي كان يخطط لضرب منشآت حكومية ومصالح أجنبية واغتيالات لرجال أمن وشخصيات ومسئولين، هو امتداد لنجاحات سابقة، وتاريخ بطولي طويل من محاربة هذه التنظيمات، والأثر الإيجابي لمثل هذه الإنجازات كبير على كل المستويات والمجالات، فعلاوة على إسهامه في تعزيز ثقة وتمكين الطمأنينة لدى الشعب السعودي، فإن له انعكاسات تتجاوز جغرافية المملكة إلى المحيط الإقليمي والدولي ويُمثّل رسالة استقرار لكل المنطقة والعالم بأسره، على اعتبار أن بلادنا هي الممول الأكبر للنفط بالعالم، مما يخلق ثقة كبيرة بقوة الأمن السعودي، وأن أرض المملكة ستبقى - بإذن الله - آمنة مستقرة.

* ولأن الأمن دائماً هو الحاضن والدافع لكل نمو وازدهار، ففي الجانب الاقتصادي والذي هو دائماً مرتبط بالأمن، يعطي هذا الإنجاز دفعة قوية لتعزيز المنتج الاقتصادي ومنحه مزيداً من القوة التي تنطلق من مرتكزات ذات بُعد أمني وسياسي تتمتع بالاستقرار والثبات، مما يجعلها في منأى عن كثير من المتغيرات السلبية التي عادة ما يفرزها اختلال الأمن والشواهد كثيرة حولنا.

* والأثر لمثل هذه النجاحات سيكون أكثر عمقاً واستمرارية في شريان الاستثمارات لأنها الأكثر حساسية عند حدوث أي ضعف في منظومة الأمن، وبالتالي كل إنجاز أمني بحجم الذي أعلن عنه يُشكّل لبنة قوية تُضاف إلى قواعد بيئة الاستثمار عموماً سواء تلك التي تعتمد على أسواق المال أو الأخرى المرتبطة بقطاعات صناعية وخدمية محلية وأجنبية، ومن المؤشرات على ذلك تنامي حجم الاستثمارات الأجنبية بالمملكة والتي تجاوزت 700 مليار ريال، والإقبال كبير من المستثمرين الأجانب على ضخ أموالهم في السوق السعودي، وهذا لا يمكن أن يحدث لولا ثقتهم في البيئة الآمنة التي تتوفر لهم ولاستثماراتهم في المملكة، ونسأل الله سبحانه أن يديم نعمة الأمن، ويكفينا شر كل من به شر.