تابع عشرات آلاف من المشجعين الذين حضروا للجوهرة وكذلك الملايين من الجماهير عبر شاشات الفضائيات في المملكة ودول الخليج النهائي الكبير بين الشباب والأهلي على بطولة كأس الملك والذي تم خلال فعاليات افتتاح استاد الملك عبدالله بعروس البحر، وقد توج خلال ذلك اللقاء الشباب بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال في ختام هذا الموسم الرياضي المميز.
وبالفعل، فإن ليلة الجمعة تلك قد أكدت أن فوز نادي الشباب قد تم بكل جدارة واستحقاق على جميع منافسيه، فها هو الليث قد تغلب على بطل الدوري ووصيفه بالإضافة إلى تغلبه على جميع الفرق أثناء مواجهات تلك البطولة وانتهاء بفوزه النهائي على النادي الاهلي، وبالرغم من جميع الصعاب التي واجهت إدارة النادي خلال تلك الفترة لعل أهمها ما واجهه رئيس نادي الشباب من عقوبات وجهت له من قبل لجنة الانضباط والتي أحدثت جدلا كبيرا بالاضافة الى مسألة الخلاف مع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وقد تم حل ذلك الخلاف ودياً بإشراف مباشر من قبل سمو الرئيس العام لرعاية الشباب.
وكذلك ما مر به الفريق من تغيير مدرب النادي السابق برودوم والذي كان من المتوقع أن يحدث خلل في الفريق بالاضافة الى نائبه وقد حدث ذلك التغيير بسبب ما شهدناه من تراجع لأداء نادي الشباب خلال هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي فقد حقق في الدوري السابق ما مجموعه 57 نقطة بينما تراجع خلال هذا الموسم الى عدد 37 نقطة فقط ولهذا التراجع تمت إقالة المدرب ومساعده كذلك، قبل أن يتم وضع الثقة وتسليم دفة النادي للمدرب السويح.
إلا أن رؤية الإدارة بقيادة البلطان كانت صحيحة في تكليف المدرب العربي عمار السويح والذي أكد بدوره على مهارته المميزة في بناء فريق وتنفيذ خطط أدت به إلى التفوق على جميع منافسيه وكذلك أثبت للجميع أنه أهلا لتلك الثقة، فقد تحقق ذلك الانتصار الكبير بكل جدارة بالرغم من صعوبة الظروف والأحداث التي صاحبته خلال تلك الفترة وقد أعاد الى الاذهان صورة الليث التي ما زالت كادت أن تختفي خلال المواسم الماضية.
ولعل من أهم ما يميز الإدارة الناجحة هي سرعة التنبؤ والاستعداد الدائم لأي طارئ قد يحدث وهذا ما رأيناه واقعا في أداء إدارة نادي الشباب، فما قام به البلطان من خلال خبرته العملية من احتواء خلافه مع اتحاد الكرة وكذلك تغيير في التركيبة الفنية لجهاز التدريب أدى إلى نقلة نوعية خلال فترة وجيزة من الزمن تحول بها الفريق من مراكز متأخرة في الدوري إلى بطلاً لكأس الملك متغلبا على أصحاب المراكز المتقدمة.
إن الأستاذ خالد البلطان وإدارته قد بين لكل المتابعين من عشاق كرة القدم أنه بالرغم من جميع الصعاب أو الظروف التي قد تواجهها أي إدارة أو حتى فريق كرة قدم يمكن التغلب عليها وتحقيق منجز كبير ككأس خادم الحرمين الشريفين، إذا ما تم إستخدام الفكر الإداري المحترف وتغليب الجانب العلمي والبعد عن العشوائية والارتجالية في اتخاذ القرارات المصيرية، بالإضافة إلى تكاتف ووحدة الروح المعنوية لأعضاء الفريق وكيفية المحافظة على ذلك الترابطة والوحدة بين إدارة النادي والفريق.
فإن بذل تلك الاسباب كان لابد أن يؤتي ثماره وهذا ما شاهدناه في فوز الشباب بالبطولة الغالية على الجميع في ليلة سُطرت بسجل الإنجازات الوطنية لتزامنها مع الافتتاح الكبير للجوهرة، فقد انتهى هذا الموسم وبقي أمام إدارة الشباب إكمال مسيرة النجاح خلال المنافسة الآسيوية لتكتمل الفرحة مع تمنياتنا للنادي ولجميع عشاقه وجماهيره دوام التوفيق والنجاح وتحقيق فخر جديد يضاف إلى سجل بطولاته ويحسب من منجزات أندية المملكة.