الطائف - محمد السفياني:
في ظل النهضة العمرانية والتطويرية التي تشهدها مدينة الطائف في مرحلتها الحالية وبعد تدشين هويتها عاصمة المصائف العربية بقيت التساؤلات حول ما ينتظر عمله وتطوير ما كان في السابق من مشاريع هادفة الارتقاء وخطط مستقبلية تعكس الفائدة على مدينة الورد لسكانها و زوارها.
حيث يقام فيها العديد من الخطط التنموية التي يرى المسئولون فيها أنها محطات تجعل الطائف مدينة الحضارة والإبداع وتواكب العصر في نهضتها وتقدمها.
لاشك أن الطائف هي عشق الكثيرون، ولها مكانتها في نفوسهم سواءً من داخل المملكة العربية السعودية أو من خارجها لما تمتاز به من أجواء تجذب السياح والزوار وخلاف ما تنتجه من محاصيلها الزراعية (الفواكه) وكذلك الورد الطائفي.
(الجزيرة) التقت بالعديد من المواطنين من سكان مدينة الطائف لأخذ آرائهم ومقترحاتهم حول الطائف ما بين اللاَََََََََََزم عمله والمقترح وما تهواه نفوسهم ورغباتهم وآمالهم وتركت لهم مجال التعبير أثناء اللقاء معهم حيث وجهنا سؤالاً موحداً هو: العديد من المشاريع يتم تنفيذها في مدينة الطائف.. ما هو المشروع الذي تتمنى أن ينفذ؟
في البداية قال سعيد جمعان أحد سكان مدينة الطائف أن الطائف المدينة الأولى عربياً وخليجيا ًكمصيف ولها منظور آخر في نظر الجميع لما تمتاز به من طبيعة خلابة وأجواء عليلة تستقطب السياح من كل المناطق في موقعها الجغرافي والمعالم الأثرية التاريخية تعكس وتمجد في نفوسنا أصالة الأجداد والماضي العريق فما نتمناه في الطائف هو تفعيل دور التراث بشكل أكبر وزيادة التعريف عنه وعن مخرجاته في صناعة الأجيال، أي أنه لا بد من تكثيف المطبوعات والمنشورات عن القلاع التاريخية والقصور والمعالم الأثرية وكذلك الاهتمام بالصيانة المعمارية لتلك الأماكن من وقت لآخر وتفعيل كل ما يدون عن تراث الطائف من ورقة العمل إلى أرض الواقع من خلال وضع البرامج التثقيفية الملموسة والزيارات الميدانية وإقامة بعض الفعاليات والمسابقات التي تربط وتمجد وترسخ عادات وتقاليد الآباء والأجداد في اذهان أبنائنا بمختلف الأعمار جيل بعد جيل.
وقد حظيت الطائف قبل أشهر باعتماد مركز تاريخ الطائف بقصر الكاتب، البادرة التي تشكر عليها دارة الملك عبدالعزيز حفاظاً على جمع وتوثيق وتزويد هذا المركز بكل ما يعزز تاريخ الطائف تراثياً. ونتمنى ان يخدم المركز بحكم اختصاصه مدينة الطائف التي تملك الشيء الكثير في ماضيها العريق، كما نتمنى أن لا يقتصر الدور على المركز والقطاعات الحكومية في ذلك بل إن هناك العديد من الفعاليات والمهرجانات في الطائف التي بإمكانها ان تخصص من خلال برامجها وفقرة الأوبريت جزء لتراث الطائف.
من جهته قال رياض المالكي الذي يعتبر من فئة الشباب اننا بحاجة ماسة وكبيرة لحقوقنا من حيث الملاعب الرياضية التي تعتبر قليلة وشبه معدومة، وبذلك لم نر إلى الآن دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب في توفير احتياجاتنا المكانية التي نستطيع من خلالها ممارسة هواياتنا ،فنحن نتمنى أن يكون هناك ملاعب رياضية متكاملة الخدمات ومراكز رياضية تحوي جميع الرياضات والهوايات حتى وإن كانت برسم مادي يسير و كذلك نرغب بإقامة مضمار رياضي يختص بممارسة رياضة السيارات في مكان مخصص يخضع في إقامته للأمن الوقائي حيث أن هذه الرياضة هي عشق الكثير من الشباب ومزاولتها في اماكنها المخصصة يقي المجتمع من مخاطر مزاولتها في الأماكن العامة مضيفاً نحن الشباب نتمنى أن تكون هناك أماكن تليق بدور الشباب نقضي فيها ما يعكس الفائدة لنا وينمي قدراتنا رياضياً وفكرياً. حيث لا متنفس لنا إلا في بعض الأماكن البسيطة التي لا تتلائم مع احتياجاتنا الرياضية ومواهبنا.
كما وافق فكرته عتيق الزهراني بقوله: إن دور الشباب مهم جداً ولا بد من الاهتمام به حيث أنه لا بد من إنشاء المراكز الرياضية المتكاملة الخدمات وكذلك دمج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة للمجتمع رياضياً بوضع مساحات تختص بهم لمشاركة الجميع حيث أنهم جزء لا يتجزأ من الشباب ومن شريحة المجتمع. لأن توفير مثل هذه الأماكن لفئة الشباب بمثابة حق من حقوقهم.
كذلك دور المكتبات المفتوحة المخصصة للقراءة في جميع الأوقات وتفعيل الجانب الثقافي والمعرفي الذي يعكس الفائدة العلمية ويحفظ وقتهم من الضياع. إضافةً إلى استحداث مراكز ثقافية جديدة و مراكز للمواهب تقوم على تنمية مواهب الشباب في مختلف اعمارهم مثل هواية الخط وكذلك هواية الرسم وفنون التصوير ما شابه ذلك لما يعكس الفائدة المستقبلية الوطنية من بيئة أبناء البلد. وبهذا الاهتمام في هذا الجانب نستطيع رعاية الشباب وبناء مواهبهم بدلاً من انحسارها إلى أن تصل مواهبهم وإبداعاتهم إلى سوق العمل.
وفي الجانب السياحي، تطرق المواطن عتيق الثقفي عن دور السياحة؛ حيث قال: كما يعرف الجميع أن الطائف عروس المصائف ويرتادها الكثير من السياح ولا بد لها من التميز السياحي والاهتمام الأكثر نظراً للعدد الكبير الذي يزور الطائف صيفاً فلا مانع من وضع برامج سياحية مكثفة في الأماكن التي يرتادها الزّوار كي تُعرف هذه البرامج بهوية الطائف سياحياً. وأرى انه من الضروري تخصيص مهرجان صيفي يختص بإنتاج الطائف الزراعي من الفواكة التي عرف بها في أماكن تليق بعدد الزوَّار.
أما عن أماكن النزهة التي يرتادها الزوار فهي كثيرة ولعل من أبرزها منطقتي الشفا والهدا التي تحتاج الشيء من الترتيب والتنظيم أكثر مما تبدوا علية الآن حيث المداخل الفرعية للأودية تحتاج إلى التوسيع والسفلتة وكذلك الحاجة إلى لوحات إرشادية والتعريفية للأماكن. والاهتمام ببعض الحدائق والملاهي الخاصة بالأطفال التي يفتقد بعضها لخدمات المرافق العامة.
كما أنني أشير إلى نقطة مهمة لابد من دراستها وإعادة النظر فيها وهي المبالغة في الأسعار للفنادق والوحدات السكنية خلال فترة الصيف وهو الأمر الذي ينزعج منه الكثير من مرتادي الطائف فلابد من وضع التسعيرات النظامية المقننة والمعقولة.
وعن المشاريع والطرقات قال رجب الزهراني: الطائف حاضرها وماضيها لا يزال في ذاكرة الكثير فهي الآن تنهض نهضة قوية يعاد من خلالها تأسيس البنية التحتية نظراً لرغبة محبيها وحاجة الطائف نتيجة التوسع السكاني الملاحظ والملموس.
فلعل من الأشياء التي تنمي الطائف تجارياً واقتصادياً هو مشروع المطار الدولي الذي يربط الطائف عبر خطوط الطيران بدول أخرى.
نتمنى سرعة انجازه بأسرع ما يمكن لفائدة هذا المشروع. فهو يعكس للطائف الحركة التجارية والاقتصادية وذلك من خلال تبادل السلع التجارية التي تخدم المستهلك وتلبي احتياجاته عند وصولها من الدول المجاورة .
كذلك ان دور المطار لا يقتصر على السلع فحسب؛ بل انه يخفف عبء الحركة المرورية عبر المنافذ التي تربط الطائف بمدن أخرى ويلاحظ ذلك في صائفة الطائف حيث ان موقع الطائف خدم العديد من المدن التي غالباً ما يمر بها كل مسافر. ايضاً من الأدوار التي يقوم بها مشروع المطار هو تخفيف الضغط الحاصل على مدينة جدة من حيث الرحلات الدولية ويلاحظ ذلك في أوقات الحج والعمرة لكثرة القادمين لتأدية مناسكهم.