قُتل صينيان على الأقل، وأُصيب أكثر من مئة بجروح هذا الأسبوع، في أعمال عنف معادية للصين شهدتها فيتنام، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الصينية. وأعلنت المتحدثة باسم الوزارة هوا شونينغ أن «الحكومة الصينية تولي الوضع اهتماماً كبيراً، ونحن قلقون جداً إزاء العنف في فيتنام». موضحة أن الحصيلة المحددة لأعمال الشغب لم تؤكَّد بعد. وأضافت هوا «سنواصل رفع الاحتجاجات الرسمية عبر مختلف القنوات الممكنة». وشهد التوتر بين الصين وفيتنام تصعيداً مفاجئاً بعد أن أقامت الصين مؤخراً منصة للتنقيب عن النفط في منطقة متنازع عليها من بحر الصين الجنوبي. وشهدت المنطقة المحيطة بالمنصة اصطدامات متعمدة بين سفن صينية وفيتنامية، تبادل البلدان الاتهامات بشأنها. وطالبت هوا فيتنام بـ»وضع حد فوراً لكل أعمال العنف والتأكد من عدم تكرارها». كما جددت التأكيد الجمعة على الموقف التقليدي للصين التي تعتبر أنها تملك حقاً سيادياً غير قابل للتفاوض في هذه المنطقة البحرية التي «تواصل فيها شركة صينية نشاطات طبيعية».
من جهته، قال قائد الجيش الصيني أمس إن بلاده لن تتنازل عن شبر واحد في النزاعات الجارية ببحر الصين الجنوبي. وقال الجنرال فانج فينجوي للصحفيين في واشنطن إن الأراضي محل النزاع «انتقلت عن طريق الأجداد» من قبل، وإن الصين لن تتنازل عن «شبر واحد» منها. وأضاف: «نحن لا نثير المشاكل، ولا نخلق المشاكل، لكننا لا نخاف من المشاكل». وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من اندلاع أعمال شغب في فيتنام ردًّا على نقل الصين منصة حفر في منطقة تقول هانوي إنها منطقتها الاقتصادية التي تقتصر ملكيتها عليها. فيما ذكرت وسائل إعلام أمس الجمعة أن وزيري خارجية فيتنام والصين أجريا محادثات بشأن الاحتجاجات العنيفة التي حدثت أخيراً في أعقاب وضع الصين منصة نفط في مياه متنازع عليها. وقالت صحيفة «فيت نام نيوز» إن نائب رئيس الوزراء الفيتنامي وزير الخارجية فام بينه مينه أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الصيني وانج يي أمس الأول الخميس. ويعد هذا أعلى مستوى من التواصل بين مسؤولي الدولتين بشأن الأزمة الأخيرة. وقال مسؤول فيتنامي بارز، طلب عدم الكشف عن هويته، إنه جرى رفض طلبين من رئيس الحزب الشيوعي نجوين فو ترونج لزيارة الصين لمناقشة النزاع. وقال وزير الخارجية الفيتنامي إن بلاده تعارض بقوة وضع الصين منصة نفط في المياه بين فيتنام وجزر باراسيل التي تزعم كل من الدولتين أحقيتها فيها. وأضاف بأن أعمال الشغب الأخيرة وقعت بسبب «أفراد معينين»، بحسب التقرير.
من جهة أخرى، أدانت الولايات المتحدة أمس بشدة «أعمال العنف وفقدان الأرواح التي حدثت»، وذلك في إشارة للاحتجاجات المناهضة للصين التي اجتاحت فيتنام هذا الأسبوع، والتي أسفرت عن قتلى وجرحى.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف إنه في الوقت الذي تؤيد فيه الولايات المتحدة الحق في الاحتجاج فإنها لا تدعم بأي شكل من الأشكال أعمال العنف ضد الشركات الصينية أو الفروع التابعة لها في فيتنام. واتهمت الحكومة الفيتنامية أمس «عناصر فاسدة» بأنها وراء الاحتجاجات المناهضة للصين التي اجتاحت البلاد هذا الأسبوع.