يقول الحق سبحانه وتعالى لنبيه محمد، عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم في محكم التنزيل: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ..}. وبذلك فإنّ الموت حق، وكل منا سيصله دوره، ما دام أنّ الرب جلّ في علاه يؤكد لنبيه أننا ميتون في يوم من الأيام. فخلال الفترة القريبة الماضية فقدنا ابن عم غالياً على نفوسنا جميعاً، ورجلاً تمثّلت فيه صفات الرجولة الحقة من الطيب والكرم والشهامة والتواضع، وحب الناس وعمل الخير لهم وخدمتهم، إذ لا يتردّد في القيام بالواجب مع كل محتاج ومساعدة من يستحق المساعدة، فالقلب طيب، والتسامح موجود والسماحة في المحيا كل وقت. لقد عاش فقيدنا عصامياً ومات وهو، رحمه الله، عزيز نفس. إنه الرجل الذي ذرفت له الدموع وحزنت عليه القلوب، إنه ابن العم الشيخ حسين بن زايد البقمي (أبو عبد الله)، الذي وافته المنية يوم السبت الموافق 11 - 7 - 1435هـ. لقد حزن الكثير على فراقه وتألمنا ولا نزال طويلاً لفقده، ولكن لا رادّ أبداً لقضاء الله سبحانه، وعزاؤنا فيه هذه الحشود الكبيرة والجموع الغفيرة التي حضرت للصلاة عليه وتوديعه في مثواه الأخير. لقد كان « أبو عبد الله « مصدر سعادة، وأنس لمن يجالسه، فهو كتاب مفتوح الكل يقرأه، ويعلم ما بين دفتيه. وصدق فيه قول الشاعر:
كأنك من كل النفوس مركب
فأنت إلى كل الأنام حبيب
رحمك الله يا أبا عبد الله، وأسكنك الباري فسيح جناته، ونسأله جلّ في علاه أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، إنه سميع مجيب. وعزاؤنا لأبنائه وبناته وأسرتهم جميعاً، والحمد لله الذي رزقه بذرية صالحه تدعو وتستغفر له إن شاء الله، فهم للخير محبون، وعلى طريق أبيهم ونهجه سائرون، وهذا ما يطمئن النفس فالذرية الصالحة لا ينقطع عمل ابن آدم بعدها، والله أسأل أن يوفقهم لفعل كل الخير لفقيدنا، والدهم، ولهم في الدنيا والآخرة. وختاماً.. اللهم لك الحمد على ما تعطي، ولك الحمد على ما أخذت، اللهم اجبرنا في مصيبتا وعوّضنا بخير منها، اللهم ارحم عبدك حسين بن زايد، وارفع درجته في الفردوس الأعلى إنك سميع مجيب.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}