بغض النظر عن دقة الإحصاءات وحداثتها هناك أكثر من 700 ألف مواطن متقاعد من المدنيين والعسكريين على قيد الحياة يتبعون للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية والمؤسسة العامة للتقاعد.
هناك الجمعية الوطنية للمتقاعدين NRA، وهي تابع لوزارة الشئون الاجتماعية ورؤية الجمعية هي تجسير الموروث والمنتج الثقافي بين الأجيال والإسهام في تفعيل المنتج الاجتماعي المادي والفكري في ديناميكية التطوير وتوثيق روابط الاتصال بين المتقاعدين في المملكة.
وللجمعية أهداف كثيرة منها تحسين وتطوير أوضاع المتقاعدين المالية والصحية والمعنوية والترفيهية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
خبرات المتقاعدون لم تأت بيوم وليلة سواء أكان المتقاعد مهندسا أو رئيس شركة أو مديرا عاما أو مدير علاقات عامة أو مدير مبيعات أو تسويق أو إدارة مالية أو مستشارا إداريا أو قانونيا أو مهندس اتصالات أو رئيس قسم أو مدير تخطيط إستراتيجي أو رئيس وحدة عمل.. وهكذا مهما كانت خبرتك فهي لها فائدة والاستفادة منها مطلب الأجيال المقبلة.
الجمعية الوطنية للمتقاعدين اهتمت بالمتقاعد وكرست جهودها لإفادة المتقاعد، لكن كيف الاستفادة من خبرات المتقاعدين؟
برأيي كتابة الخبرة وتدوينها في كتاب كلٍّ في مجاله، ترى هل كل المتقاعدين لديهم الرغبة في كتابة خبرته؟ هل كل المتقاعدين يملكون موهبة الكتابة؟ من يتحمّل تكلفة الطباعة وما بعد الطباعة؟ تساؤلات في محلها.
الخبرة العملية خبرة السنين خبرة واقعية بعيدة عن النظريات وآراء الاستشاريين إنها خبرات متنوعة.
على افتراض أن 1 في المائة من عدد المتقاعدين لديه الرغبة في كتابة خبرته، أي أننا أمام 7000 كتاب ربما أكثر.
أليست مجدية وداعمة للموظفين الجدد والموظفين الذين يريدون أن يكسبوا الخبرة.
سابك أرامكو والبنوك كافة ومؤسسات الدولة وشركات القطاع الخاص والوزارات كافة، وغيرها متقاعدوها لديهم الخبرة وينتظرون جهة حكومية تتبني هذه الفكرة.
المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية هي أفضل الجهات لتنفيذ هذه الفكرة وذلك بربط إدارة عامة جديدة مع أعلى سلطة إدارية لتنفيذ مهام هذه الإدارة.
لستُ أدري هل هناك أحد من الإخوة والأخوات المتقاعدين والمتقاعدات ألفوا كتاب خبرة مثل كتاب (حصاد السنين) الذي قمت بتأليفه بعد سنة من تقاعدي وهو الوقت المناسب لتأليف كتاب الخبرة بعد سن التقاعد النظامي.
إن الاستفادة من خبرات المتقاعدين والمتقاعدات يعطي المتقاعد والمتقاعدة شعوراً أنه لا يزال يعطي وفعلاً هو يعطي خبرته وكل علم ليس في القرطاس ضاع.
والتقاعد مرحلة من مراحل العمر مرحلة جديدة وليست نهاية الحياة والأعمار بيد الله.
هناك الكثير من المتقاعدين والمتقاعدات يشعرون بأنهم لا يزالون في مرحلة العطاء.
مقالي هذا ابتعد عن العرف المعهود وهو المطالبة بحقوق المتقاعدين، لكنه في الواقع نظر للموضوع من زاوية أخري زاوية تفيد المجتمع وتفيد المتقاعد وتهدي للموظفين في القطاعين العام والخاص خبرة تراكمية وبشتى المعارف خبرة تقدم بأسلوب مميز سهل مفيد بعيد عن النظريات والمحاضرات والجامعات.
فكرة تأليف كتب متنوعة من المتقاعدين فكرة تُستثمر بها تلك الخبرات التي لا تقدر بثمن، فكرة تحتاج إلى brainstorming مع وجود النواة.
طريق تحقيق الفكرة ليس صعباً، فالطرق الصعبة تسهل حين تكون العزيمة والتصميم والرؤية هدفا ينشده الجميع.
أخيراً كلي أمل أن تتحقق هذه الفكرة وتكون على أرض الواقع والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية هي النواة الأولى وربما المسئولة الأولى.
هناك جهات أخرى قد تتكفل بتنفيذ الفكرة معهد الإدارة العامة أو وزارة الثقافة والأعلام. أقتبس (كل شيء يكون صعباً قبل أن يكون سهلاً).