في الثمانينات الهجرية كانت عين هيت يقصدها محبو السياحة والنزهة ولا سيما المجاورين في مدينة الرياض وما حولها فرياضة السباحة حاضرة عند معظم من يزور هذه العين كذلك الاستفادة من مخزونها المائي عبر مضخات للسقيا والزراعة واستمر محبو هواية السياحة والنزهة في ارتياد هذه العين لسنوات طويلة ولكن في السنوات الأخيرة قل المنسوب المائي لهذه العين نتيجة لقلة الأمطار والاستنزاف الجائر للمياه في ظل الزراعة المحورية (الرشاشات) وأصبحت شبه مهجورة نتيجة للإهمال من المسؤولين عن الزراعة وحماية البيئة فالأراضي المجاورة لها تعرضت لجور ظالم واستنزاف لتربتها التي يصل عمق الأراضي التي تم أخذ التربة منها لأكثر من عشرين متراً وأصبحت كأنها آبار مهجورة والمستفيد الأول والأخير العمالة الأجنبية التي تبيع تربتها على حساب بيئتنا ولكن نحمد لله يقظة الأهالي أصحاب الاستراحات المجاورين لعين هيت حالوا دون ذلك عند ما اشتكوا لهيئة الفساد (نزاهة) التي تفضلت ونسقت مع الجهات المسؤولة لمنع هذه الممارسات التي تعصف بالبيئة في هيت وبقي دور هيئة السياحة والآثار في الالتفات إلى هذا المعلم السياحي العالمي الذي قل أن تجده في أي مكان في العالم لما حبا الله هذه العين من مجسمات طبيعية ساحرة التي جعلت الجبال التي تطل عليها أشبه ما تكون بمجسمات جمالية وكأن الإنسان هو الذي عملها وشكلها ولكنه إبداع الخالق وهذا معزز لهيئة السياحة التي تبحث عن الأماكن الجاذبة التي تتوفر فيها مقومات السياحة وما عليها إلا مسح المنطقة المجاورة للعين ومعالجة الجبال المطلة عليها والتي تعرضت لعوامل التعرية التي قد تتساقط منها الصخور والأتربة ومن ثم يأتي دور الرسامين والمعماريين الذين يستطيعون توظيف وتشكيل ما تتمتع به هذه العين إلى لمسات ومعالم سياحية جذابة كذلك إقامة مدينة ترفيهية حول هذه العين تتوفر فيها المقاهي وملاعب الأطفال ورياضة المشي وغيرها من الأمور الترفيهية الأخرى التي سوف تكون سبباً في إيجاد الكثير من الفرص الوظيفية والاستثمارية لأبناء هذا الوطن وقبل هذا وذاك سوق تكون قبلة للباحثين عن السياحة من داخل المملكة وخارجها وبهذه المناسبة كنت في زيارة عين هيت منذ أيام حيث لم أزرها من سنين طويلة فساقني الحنين لزيارتها وتفاجأت بعدد كبير من الإخوة العرب وبعض الوافدين الأجانب الذين تحدثوا معي وقاموا بطرح بعض الأسئلة عن عين هيت ولماذا لم يتم العاية لها عبر وسائل الإعلام لأنها من معالم السياحة التي تبهر من زارها وقد طرحوا بعض الاقتراحات التي أشرت إليها فلهذا قبل أن أختم أطالب المسؤولين في هيئة السياحة والآثار والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في الالتفات إلى هذا المعلم السياحي النادر وإعطائه الكثير من الاهتمام من خلال معالجات سريعة لوضعه الحالي والمتمثل في سفلتة الطريق المؤدي إليها وتبليط الممر المؤدي إلى داخل البئر والمحافظة على نظافة العين والأراضي المحيط بها وإقامة مسجد ودورة مياه للزوار وما أوردته في ثنايا هذه المقالة من أفكار تسهم في تطويرها.