لأن التلفزيون لا يتيح لك الفرصة الكاملة للتعبير عن وجهة نظرك، بسبب ضيق الوقت، فإنني سأكمل ما بدأته في مداخلتي التلفزيونية مع الزميل علي الغفيلي، في برنامجه الشهير «إم بي سي في أسبوع».
فلقد حاولت أن أوضح بأن الصدقات والزكوات، تؤدى بشكل آلي، وأن معظمنا يريد أن يتخلص من أدائها بأية طريقة، وهذا ليس كلاماً إنشائياً، أنا أتحدث عن واقع أعيشه يومياً.
بالصدفة البحتة، وقبل أن يتصل بي الزميل مساعد الثبيتي، منتج حلقة «إم بي سي في أسبوع»، كنت قد أرسلت زاويتي اليومية للزميل الأستاذ خالد المالك، رئيس التحرير، وتحدثت فيها عن السيدة المسنة التي أشرت إليها في المقابلة التلفزيونية، والتي تقول إنها لا تجد ما تأكله.
هذه الزاوية نشرتها الجريدة أمس السبت، بمعنى أنه تمت استضافتي بعد ظهر الجمعة في الـ «إم بي سي»، وكانت الزواية في طريقها للطباعة.
وإشارتي للقصة للمرأة الثانية، دليل على أنني أكتوي بنار أداء الكثيرين للصدقات في منطقة بعيدة عن المنطقة التي تحتاج فيه الأرامل والمطلقات والأيتام الى لقمة يأكلونها.
إن الأقربين أولى بالمعروف، والمحتاجون الحقيقيون يأتون في المرحلة الثانية.
ليس مهماً أن نقول بأن هذا المجتمع فيه أهل خير، المهم أن نقول إن هذا المجتمع فيه أهل خير لأهله.
لقد انخدعنا كثيراً بمن يأمرنا: أنفقْ على هؤلاء أو على هؤلاء، ويتضح لنا في النهاية أن هؤلاء أو أولئك هم مجرد جماعات يوظفون الأموال لمصالحهم الشخصية.
ما لم يسعفني الوقت التلفزيوني لأن أقوله، هو:
لماذا لا تكون هناك مساءلة لمن يتبرع في المكان غير الصحيح؟!