الجزيرة - الرياض:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة أمس معرض وملتقى الاستثمار السعودي البريطاني في لندن، الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمار في المملكة بالتعاون مع مؤسسة يورومني، بمشاركة أكثر من 300 خبير ومتخصص في المجال الاستثماري، ورؤساء كبرى الشركات الاستثمارية البريطانية في قطاعات مهمة وحيوية مثل: النقل والصحة وتقنية المعلومات، حيث تم تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتوفرة في المملكة.
وأكد محافظ الهيئة العامة للاستثمار، المهندس عبد اللطيف بن أحمد العثمان، على أهمية الخبرات التي تجلبها الشركات الدولية الى المملكة العربية السعودية وأهميتها في تنويع وتعزيز الاقتصاد. وأضاف: «شهدنا اهتماما كبيرا لدى الحضور بالفرص الاستثمارية المتوفرة في المملكة، وهو الهدف الرئيسي لهذا المنتدى الذي يوفر فرصة لقاء المستثمرين وتعريفهم بإمكانات السوق السعودي ونحن نتطلع للترحيب بهم في المملكة العربية السعودية».
وشهد الملتقى حضورا واسعا من قبل كبرى المؤسسات البريطانية العاملة في مختلف المجالات والتي تتطلع للاستفادة من فرص الاستثمار المتوفرة في المملكة، والتي تحرص على تطوير البنية التحتية اللازمة لجذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة من خلال وضع التشريعات والضوابط التي تساهم في تعزيز تنويع الاقتصاد السعودي وجذب الاستثمارات الأجنبية. وشارك في المنتدى العديد من الشخصيات الرسمية ومنهم محمد الخراشي محافظ المؤسسة العامة للتقاعد بالإضافة الى العديد من الشخصيات الرسمية البريطانية مثل السير بول جدج، شريف لندن و اللورد ليفينغستون وزير الدولة البريطاني للتجارة والاستثمار. وتضمن المنتدى عددا من الحلقات النقاشية حول الفرص الاستثمارية المتوفرة أولها مجالات الاستثمار في قطاع النقل حيث القى الضوء على ابرز ملامح مشاريع السكك الحديدية والمترو المزمع تنفيذها بمناطق ومدن المملكة المختلفة، وغيرها من المشاريع ذات العلاقة بالبنى التحتية في السعودية وامكانية بلورة العديد من الفرص المتاحة التي توفرها هذه المشروعات العملاقة الى استثمارات مستدامة، وقد تلاها حلقة نقاش موسعة عن فرص و تحديات الاستثمار في هذا القطاع الحيوي والمهم على صعيد التنمية في المملكة، ومناقشة دور الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص - الشركاء والموردين ، والمستثمرين -في تفعيل هذه الفرص وتطويرها . كما ناقش الملتقى أيضا الاستثمار عبر الحدود في مجال الابتكار والتقنية، ويأتي الاهتمام في هذا النوع من الاستثمارات في ظل حرص السعودية على تطويروتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي ترتكز على الاقتصاد المعرفي والابداع والابتكار، أما المحور الثالث للملتقى فقد تم تخصيصه لبحث قضايا الرعاية الصحية من خلال تناول لمحة سريعةعن هذا القطاع في السعودية وحجم الانفاق والاستثمارات المتوقع ضخها لمواكبة التنمية الغير مسبوقة التي تشهدها السعودية في الوقت الراهن وتم فتح باب النقاش حول الفرص و التحديات التي تواجه الاستثمار في هذا القطاع مع تناول نماذج من خطط وتوجهات الرعاية الصحية في السعودية، وقد بدأ برنامج الملتقى بعرض فيلم يتناول العلاقات الاقتصادية والاستثمارية الى جانب العلاقات التاريخية بين البلدين كما تضمن الفيلم معلومات وحقائق عن الاقتصاد السعودي وما يمتلكه من مقومات وضعته من ضمن قائمة اكبر الاقتصادات العالمية ودخولها ضمن اكبر 20 دولة من حيث حم الاقتصاد ودرجة تنافسيته.
وتعتبر السوق السعودية أكبر وجهات التصدير للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط. الجدير بالذكر بأن المملكة العربية السعودية حققت المرتبة 19 على المستوى الدولي من ناحية حجم الاقتصاد و تعتبر السوق الأكبر في منطقة الشرق الأوسط. ويأتي عقد هذا الملتقى الذي تنظمه هيئة الاستثمار السعودية بالتعاون مع شركة يوروموني وبمشاركة فاعلة من وزارتي الصحة والنقل ممثلة بشركة سار وشركات متخصصة في مجال تقنية المعلومات وبدعم من شركة أرامكو السعودية ؛ من أجل تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية التي تزخر بها المملكة العربية السعودية والتعريف بمزايا ومقومات الاستثمار وبحث سبل ومتطلبات تسهيل دخول شركات متميزة عالمياً إلى السوق السعودي والاستثمار فيه، خاصة في القطاعات الواعدة استثمارياً والتي تشكل مجالات خصبة لتنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين المملكة وبريطانيا، وفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات البريطانية الراغبة في توسيع نشاطها الاستثماري بما فيها استثمارات الشركات الصغيرة والمتوسطة القائمة على الابتكار والاقتصاد المعرفي. يذكر أن جهود هيئة الاستثمار في تشجيع وجذب الاستثمارات وشراكتها مع الأجهزة المعنية المختلفة في القطاعين الحكومي والخاص متواصلة ومستمرة بغية حفز وتشجيع دخول الاستثمارات النوعية التي تحقق قيمة مضافة، وتنوعاً في القاعدة الإنتاجية للاقتصاد السعودي ، ويأتي هذا الملتقى امتداداً لسلسلة منتديات وملتقيات تنظمها هيئة الاستثمار أو تشارك بها في أهم العواصم العالمية في إطار توجهاتها الحالية الرامية إلى تفعيل دورها بشكل اكبر لاستقطاب مزيد من الاستثمارات وتنوعها؛ حيث شهد مطلع العام معرض «استثمر في السعودية» الذي أقيم بالرياض لينتقل بعدها إلى العاصمة اليابانية طوكيو، ثم بكين بالتزامن مع زيارات ولي العهد إلى تلك البلدان ،وتشهد لندن اليوم هذا الملتقى وفقا لبرنامج متكامل للتعريف بمزايا ومقومات الاستثمار في المملكة، يوحد الجهود بين مختلف الأجهزة والجهات ذات العلاقة بالاستثمار إلى جانب دعم الفعاليات التي يساهم فيها شركاء الهيئة الإستراتيجيون من وزارات وهيئات وغرف تجارية ،وإيصال رسائل موحدة متفق عليها بين الجهات كافة.