في بيئة العمل النسائية ( تتحولق ) الموظفات حول زميلتهنّ العائدة من إجازة، ليكتشفن أين ذهبت؟ وكيف قضت الإجازة ؟ وكم صرفت من المال ؟ وماذا اشترت ؟ وتدعيم كل هذا بالصور والمقاطع المسجلة، أو تفسيراً وتعليقاً حول صورها التي سبق أن بثتها عبر انستقرام، أو تويتر!.
بالمناسبة - الحولقة - تختلف عن - الحوقلة - فالثانية تطلق على ترديد الزوج - لا حول ولا قوة إلا بالله - بسبب مطالبات وآثار تحولق زوجته مع زميلاتها واستماعها لأماكن وقصص قضاء الإجازة!.
فالمرأة بطبعها تعشق تعديد الأماكن التي زارتها في الإجازة - نكاية لزميلاتها - في الغالب، لتثير غيظهنّ وغيرتهنّ كنوع من - البرستيج - والاهتمام الذي تجده من زوجها، وأنها تتسوّق وتشتري من أسواق تلك البلاد، وهذا أمر نفسي، على ذمة خبراء النفس !.
ومن باب الفائدة فإنّ - الأمراض النفسية - هي ثاني أكثر سبب تحصل بسبب الموظفة - السويدية - على إجازة مرضية، جاء ذلك في دراسة بيّنت تفوُّق الموظفات في الحصول على إجازات مرضية أكثر من الموظفين الرجال!.
عموماً الخبراء ( الألمان ) حذّروا هذا الأسبوع أيضاً في دراسة نشرتها صحيفة ( برلينر تسايتونغ)، من كشف الموظف عن مكان العطلة التي قضاها، وتفاصيلها المثيرة والممتعة، لمديره أو لزملائه في العمل، على اعتبار أنّ ذلك أمر خاطئ، وله ( مضار عديدة ) ؟!.
فهذا التصرف يجلب الحقد والحسد والبغضاء، ويُصعّب من حصول الموظف على عطلة أخرى بسهولة، لأنّ الناس بطبعها لا تحب أن يستمتع من حولهم بالوقت في حين يحرمون هم ؟ أما الأمر الآخر فهو خطر كشف شخصية الموظف أمام زملائه وأصدقائه في العمل من خلال الأماكن التي يختارها أو يزورها، مما يعطي انطباعاً أنه غير مبالٍ أو غير جاد، ويحرم من العلاوات أو الانتدابات بسبب ذلك، بعكس كشفه عن معرفته بتلك المدن والأماكن دون التطرُّق إلى الاستمتاع الذي وجده، حيث تؤكد الدراسة أنّ ذلك ربما يجعل المدير يعتمد عليه لاحقاً، بإرساله لقضاء مهام خاصة بالعمل هناك !.
يجب الحذر من سرد التفاصيل الشخصية، وظروف الإجازة، ومحاولة إقناع الآخرين أنّ الإجازة مرت بسرعة دون فائدة تذكر، حيث قُضيت في إنهاء بعض الأعمال والالتزامات العائلية العالقة!.
يبدو أنّ التوقف عن (التحولق) في العمل، هو شرط لمنع (التحوقل) في المنزل، والعلم عند الله!.
وعلى دروب الخير نلتقي.