فقد الوطن أمس الأول وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير المعارف السابق الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر عن عمر يناهز 91 عاما بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في مدينة الرياض بعد حياة عامرة بالعطاء في المجالات السياسية والأكاديمية والأدبية.
وقد ارتبط الفقيد بعلاقة ثقافية وصحفية وطيدة مع جريدة «الجزيرة» على مدار سنواته الطويلة بالعطاء لخدمة هذا الوطن.. وخصها في أوقات عديدة بالعديد من الحوارات والمقالات والتحليلات.
وتعتبر وفاة الدكتور الخويطر فقدا كبيرا للوطن؛ إذ إنه يمثل أنموذج رجل الدولة المخلص الصادق الأمين الوفي فهو أمين الملوك وحظي منهم بثقة مطلقة وأنه لا يعلمه كثير من الناس بالرغم من انشغاله فهو مثقف حقيقي استطاع أن يؤلف الكثير من الأعمال واكتسب الوزير عبدالعزيز الخويطر لقب عميد الوزراء السعوديين نظرا لأنه أقدم الوزراء واتصف بأنه رجل الدولة المحنك سياسيا كما أنه أحد أوائل أبناء الوطن الحاصلين على شهادة الدكتوراه في عام 1960م.
وقد تولى الدكتور الخويطر منصب الأمين العام لجامعة الملك سعود ثم وكيلا للجامعة عام 1381هـ، ثم انتقل منها كرئيس لديوان المراقبة العامة لمدة عامين ثم أصبح وزير الصحة ثم وزير المعارف، كما تولى الدكتور الخويطر الإشراف على وزارة المالية ثم في عام 1416هـ، عين وزيرا للدولة وعضوا في مجلس الوزراء، وعاصر الدكتور الخويطر خمسة من ملوك المملكة العربية السعودية أولهم الملك سعود ثم الملك فيصل بن عبدالعزيز فالملك خالد بن عبدالعزيز وبعده الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمهم الله - وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -.
وقد نهل الدكتور الخويطر معرفيا وثقافيا من معين الحياة الإدارية ومدارسها إلى جانب العديد من قنوات الثقافة التي عاصرها برؤية مسؤول وقلم أديب ورسالة مبدع فله العديد من المؤلفات التاريخية والأدبية والتي منها (أي بني) وهو عبارة عن موسوعة من التراث تحمل رسائل إلى الشباب بكلمة صادقة ورؤية ثاقبة أحكمتها التجارب في ميادين المعرفة ومن مؤلفاته كتابه الضخم (وسم على أديم الزمن) والذي دونه بمداده الخاص ينظر إلى سيرته من خلال وطنه وكذلك كتاب بعنوان (النساء رياحين) تحدث فيه عن المرأة «أما.. وزوجة.. وبنتا».