ودعت المملكة أحد علمائها وأدبائها البارعين الدكتور الموسوعة عبدالعزيز بن عبدالله بن علي آل عثمان الخويطر من بني خالد، ولد فقيدنا في عنيزة عام 1343هـ ورباه والده أحسن تربية وكان أبوه من حمايل عنيزة ما بين بلده والأحساء وأطراف المملكة ثم انتهى به المطاف إلى مكة فجاور بها ومعه ابنه بعد دراسة مبدئية عند ابن صالح وأكمل تعليمه بدار البعثات بمكة حتى أنهى التوجيهية ثم سمت به همته فابتعث في أول فوج إلى جامعة القاهرة ولما حصلت الحرب العالمية الثانية واستدعت المملكة المبتعثين بقي هناك على حساب أبيه الذي كان حريصاً على تكميل تعليمه وبعد أخذه شهادة الجامعة سافر على حساب أبيه إلى لندن فأخذ الماجستير ثم الدكتوراه في لندن فهو أول دكتور بالمملكة وتنقَّل في وظائف إدارية ثم في حقل التعليم بجامعة الملك سعود ثم انتهى به المطاف وزيراً وكان من أبرز الوزراء حازماً في كل شؤونه وله مؤلفات وتحقيقات عديدة ومكانة عند الدولة من عهد الملك عبدالعزيز إلى عهد خادم الحرمين، كما أثرى المكتبات بمؤلفاته وسوانحه ولعل من أبرزها أي بني وذكرياته في كتابه أديم الزمن وبالجملة ففقده خسارة فادحة وثلمة لا تسد، نعاه الديوان بوفاته يوم الأحد 26 رجب من عام 1435هـ وجده من قبل أمه سليمان البراهيم القاضي وبفقده فقدت المملكة شعلة كان تضيء للسالكين، ومهما وصفته في حسن الخلق وفي الاستقامة في دينه وبمجالسه الممتعة فهو فوق كل وصف، رحمه الله برحمته الواسعة وقد خلف أبناءً من خيرة زمانهم رحمه الله وعوَّض المسلمين بفقدهم شخصية بارزة قلّ وجود نظيرها، إن في الله عزاءً من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركاً من كل فائت و{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.