الإرهابي الكبير يفجِّر ويقتل ويقاتل لنشر الدين كما يراه ويعتقده . والإرهابي الصغير المخدوع أو المجنّد دون أن يعلم ، قد يكذب ويقذف ويسب ويصرخ دفاعاً عن الإرهابي الكبير!
هذه الحقيقة المزعجة يمكنك أن تسحبها على كل التجارب والمراحل والحالات العنيفة بمواجهاتها المختلفة والمتفاوتة ، وتلك التي مرت بالبلاد. أو حتى مرت في طريقك شخصياً. بل ويمكنك أن تضعها «فلتر « للفرز خلال جولتك اليومية في مواقع التواصل الاجتماعي !
فيما كانت القاعدة وحربها ضد البلاد بخلاياها النائمة والدموية والإرهابية ، تفجِّر وتقتل وترهب ، وفيما كان كبيرهم الهالك أسامة بن لادن يخطط ويتآمر على وطننا وأمننا ،كان هناك خلايا إرهابية صغرى تبرر وتقدم العذر للقتل والإرهاب والدم . وتدافع عن الشيخ الضال ومن تبع أو بارك طريقه الإجرامي . فيهم من يسمّى داعية، وفيهم من يذكر اسمه مقرون بـ «الشيخ»، وبينهم من يعتبر نفسه «طالب علم»، ومنهم من يصف نفسه بـ»الملتزم»..!
أيضاً.. وفيما كانت جماعة الإخوان ومرشدها يتآمرون على الأمن العربي والخليجي وكوادرها المحلية - إخوان السعودية - ينتظرون قطف ثمارهم الفاسدة ،كان الإخواني - الإرهابي الصغير - يصرخ ويشتم دفاعاً عن المخطط الذي يستهدف وطنه واستقراره،، مخطط الفوضى والتقسيم!
واليوم، وفي حالة مأساوية حيث سوريا، وداعش والنصرة وغيرهم من جماعات إسلامية إرهابية، وبقايا القاعدة، بممارساتهم الشنيعة والتي تتنوع في عنفها ، وبأبشع الصور والأشكال التي يمكن أن تتخيلها، في مشهد إرهابي مخيف وكبير.
مرة بعد مرة يخرج نماذج من الإرهابيين الصغار من بيضهم - بكل أنواع التبرير والدعم والقذف والسب لكل من يفضح ويكشف تلك الممارسات الشنيعة والعقليات الفارغة والتي تقتل لأجل القتل والفساد في الأرض، ترفع أصواتها لتبرير جهلها، وإسكات غيرها، بعد أن فضحت غايتها.
ستبقى المشكلة أو العلة ملخصة في كون البعض يعتقدون بشكل مطلق «أن الله لم يهد سواهم»، وبالتالي هم أصحاب الحق والحقيقة المطلقة ، ولأنهم كذلك فإنّ على كل أهل الأرض أن يتبعوا نورهم المبين إجباراً بقوة السلاح، أو الاعتداء بالكلمات والتشنيع بالآخر ! الرافض للإرهابيين كبيرهم وصغيرهم.. ومهما تفاوتت أدوارهم.
فالاختلاف يتمثل في درجة الدفاع عن ما يعتقدون أنه الحق الثابت، منهم من يقاتل ويقتل ويسعى في الأرض خراباً لإقامة دولته المتطرفة كما يتخيلها ويضيف عليها القدسية والخلافة تلفيقاً.
ومنهم من يدافع بالمال، ومنهم من يدافع بالكلمة ويحمي حمى الحق باختلاق القصص الكاذبة لنصرة إخوانه وقذف المعادين وسب كل من يعارض ويعترض بعنف لفظي بين.
وهكذا فإنّ للإرهابي الكبير والصغير مبرراته التي تنساق مع مقاس عقله وعلمه المحدود في الغالب، هذا الجهل الفائض هو الذي يقود لكل هذا السلوك المعادي - قولاً وعملاً - ضد الآخر المختلف، لمجرد اختلافه.
الرد الجميل لكل من يسب أو يقذف أو يفضح معدل أخلاقه المتواضع ، وسوء أدبه، وعبارته لمجرد اختلاف في الرأي والموقف حول شخص مهما بلغ أو موضوع مهما حرف أو جهاز مهم فضل..
«انتبه للإرهابي الصغير الذي بداخلك « قبل أن يتطور ويصبح داعشياً أو قاعدياً!