مصلحة الجمارك العامة من ينكر جهودها أعتبره كمن ينكر فضل الشمس على كل الكائنات الحية, فهذا الجهاز الذي قلت أكثر من مرة سواء هنا أو عبر القنوات الفضائية إنه من الأجهزة الحري بأن يكون هيئة مستقلة ذات مميزات مختلفة عن جميع الأجهزة الحكومية،
وما ذلك إلا لعظم الدور الذي يقوم به رجال الجمارك, من حفظ للأمن والأخلاق والصحة والاقتصاد.
ذات لقاء مع معالي الأستاذ صالح الخليوي مدير عام الجمارك قلت له وأنا صادق وناصح: إنكم تظلمون أنفسكم عندما لا تولون عملكم وما تقومون به من جهود جبارة وكبيرة وخطيرة العناية الكافية على الصعيد الإعلامي, وعلل معاليه بأنه يفضل أن تتحدث الإنجازات عن نفسها, وهذا رأي محترم, ولكنه بكل أسف في هذه الأيام يُهضم حق من يفضل هذا الأسلوب.
اليوم أكتب بعد أن قرأت أكثر من مرة سواء عبر المقالات الصحفية لبعض الزملاء الكتّاب أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة نقداً في غير محله لمصلحة الجمارك كونها لا تضبط هذه السلع المغشوشة أو المقلدة, والتي تكشفها جولات وزارة التجارة, هذه الجولات التي ضبطت كميات كبيرة ومختلفة من كافة أنواع السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية المخالفة بشكل أو بآخر للمواصفات السعودية, يُحمِّل هؤلاء الزملاء والمواطنون المغردون كامل المسؤولية مصلحة الجمارك, وهذا خطأ في أغلب الأحوال, حيث إن مسؤولية مصلحة الجمارك العامة منحصرة في ضبط الوارد من خارج المملكة عبر المنافذ الثلاثة البرية والجوية والبحرية, أما ما يحصل من غش وتزييف لماركات ومنتجات داخل مستودعات أو مصانع في داخل المملكة فليس من مسؤولية مصلحة الجمارك بتاتاً, أقول ذلك لا مبرئاً المصلحة من وجود بعض البضائع التي قد تدخل عبر المنافذ وهي مخالفة, وما ذلك إلا لضخامة الواردات اليومية عبر هذه المنافذ, على الرغم من وجود أجهزة رقابية متطورة جداً لكنها تبقى جهوداً بشرية قابلة للنقص.
إن ما تقوم به مصلحة الجمارك العامة من جهود في التصدي لكل أنواع الخداع والغش والتزييف والتهريب لجهود عظيمة يُشكر عليها هؤلاء الجنود الذين لا يعلم عما يبذلونه من مخاطرة ونَصَب وتعب إلا القليل من الناس, لذا فإنني ومن منطلق الدعم لهؤلاء الرجال أكتب بين الفينة والأخرى مشيداً بهم وداعياً لهم بمزيد من التوفيق والتسديد, فهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لهم، وهم الساهرون من أجلنا وأجل وطننا.
تحية لهم ولقائد نجاحاتهم الذي يُعلّمهم كل يوم معنى أن تعطي دون أن تنتظر الشكر, فأعظم الجزاء الذي يأتي من فاطر السماء, وما أكتبه أو يكتبه كل قلم وطني صادق في حق هؤلاء إنما هو من منطلق الدعم المعنوي ليس إلا, والأمل كبير في أن نرى هذه المصلحة قريباً هيئة مستقلة متميزة في عطائها للعاملين فيها.. والله المستعان.