سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
إشارة إلى ما ورد في جريدة الجزيرة الغراء يوم الأحد الموافق 19-7-1435هـ في الصفحة الأخيرة بأن إدارة التعليم بمنطقة الرياض سوف تشكّل لجنة للتحقيق حول طلاب في إحدى المدارس الابتدائية بالرياض قاموا بتمزيق الكتب ورميها، وصُوّر مقطع وهم يرمون الكتب ويمزقونها على الأرض بعد خروجهم من المدرسة، أقول: اعتمدت العديد من الدول العربية طريقة التعليم بالحاسب الآلي، خاصة أن الأطفال الآن أصبحوا ضالعين في الحاسب الآلي، والكثير منهم تفوق في دراسة الحاسب الآلي وممارسة الألعاب عليه، وأصبح محبباً لهم.
ولقد اهتمت الدولة بالتعليم، ورصدت له الملايين من الريالات؛ فميزانية التعليم هي الثانية بعد ميزانية الصحة، كما اهتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - حفظه الله - بالتعليم، وفي مشروع الملك عبد الله للتعليم الذي يشمل المبنى والطالب والمعلم والمنهج الذي يتمثل في الكتاب خير دليل على اهتمام الدولة بالتعليم، ولم يرَ هذا المشروع النور إلى الآن.
إلا أن الكتب الآن كما نرى لم تعد تُحترم رغم أن بعضها يحتوي على آيات قرآنية وأحاديث نبوية، وتمزق، وتُلقى في القمامة.. فلماذا لا يُستعان بالحاسب الآلي في تعليم الطلبة والطالبات بدلاً من المبالغ التي تصرف على طبع الكتب كل عام بالمليارات وتصبح هباء منثوراً؟ والحاسب يمكن أن يحتوي على المناهج كافة، ويدرس فيه الطالب والطالبة، ثم يحمله معه إلى المنزل، أو يتم جمعه من الطلبة والطالبات في نهاية اليوم الدراسي، ووضع كل حاسب في درج كل طالب وطالبة.
ومن الممكن أن يكون على كل حاسب آلي اسم الطالب والطالبة بطريقة جميلة ونظيفة، وفي حالة تعدى أحد الطلاب والطالبات على الحاسب الآلي الخاص بطالب أو طالبة يتم تكليف ولي أمر الطالب أو الطالبة المعتدي بإصلاح الحاسب، أو شراء حاسب جديد، أو حتى يؤخذ الحاسب الذي يخص الطالب أو الطالبة.
وبهذا يتحقق مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في تطوير التعليم بالصورة المناسبة التي تتناسب مع العصر، كما يمكن شراء حاسب لكل طالب، وتكون المبالغ التي يُشترى بها هذا الحاسوبات قريبة من قيمة طبع الكتب الدراسية كل عام، ويمكن للحاسب الآلي أن يخدم سنوات طويلة.
ومن المتوقع أن يكون تحصيل الطلبة والطالبات أفضل باستخدام الحواسيب، وقدرتهم على الاستيعاب أكبر، وأيضاً قدراتهم الإملائية؛ لأن الحاسب يصحح الأخطاء الإملائية، وسوف يكون دور المدرس الشرح فقط، مع إرسال النقاط المهمة بالدروس والأسئلة عبر الحاسب الآلي الخاص به إلى الحواسيب الخاصة بالطلبة والطالبات.
كما يمكن الاختبار أيضاً من خلال الحاسب الآلي، بل إن ذلك سيجعل الجيل القادم أقدر على العمل على الحاسب الآلي وتطبيقاته؛ فهو يدرس عليه منذ الصغر؛ لذلك سيكون من السهل عليه التعامل معه في الكِبَر؛ ولاسيما أن هناك مادة تدرس في المدارس هي الحاسب الآلي.
ويعمل جميع المبتعثين على الحواسيب في الجامعات الكبرى؛ لذلك فإن دراستهم عليها منذ الصغر ستعطيهم دفعة قوية في دراستهم الخارجية.
وهناك بعض المدارس الخاصة في المملكة طلبت من الطلاب والطالبات إحضار حاسب آلي (لاب توب) أو (آي باد)، وتكون حلول الواجبات على هذا الحاسب الآلي. نرجو أن تعمم هذه التجربة نظراً لفائدتها العظيمة، وأول هذه الفائدة أن يتخلص الطلاب والطالبات من حمل كتبهم على ظهورهم التي لا يقل وزنها عن عشرة كيلوجرامات. والله من وراء القصد.