أكد كتاب مصريون أن برقية التهنئة التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود للرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي بأنها بلورة واضحة لموقف المملكة العربية السعودية الداعم والمؤيد للتحولات التي أنقذت مصر من فوضى وتمزق وحرب أهلية. وأوضحوا في مقالات صحفية أن خادم الحرمين الشريفين لم يرغب فى إرسال رسالة بروتوكولية معتادة، لكنه حرص على خصوصية البرقية في مفرداتها ومعانيها اللفظية والسياسية وأرادها وثيقة تاريخية تدخل ضمن ملف العلاقات بين البلدين. وقال الكاتب عماد الدين أديب: إن «هذه هي أقوى رسالة تضامن من حاكم سعودي إلىحاكم مصري في التاريخ المعاصر «، مفيداً أن الرسالة لم تكن معتمدة على أسلوبالخطابة العربي القائم على المجاملات والمديح، لكنها رسالة سياسية فيها حب من ناحية، ودعم من ناحية أخرى، وتحذير من ناحية ثالثة». وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين عبر وأحسن التعبير عن المشاعر الدافئة التي تربط الشعبين في مصر والمملكة، وعن أهمية هذه العلاقة الخاصة من منظور الرياض، أما بالنسبة للدعم، فقد حرص - حفظه الله -على ألا يقتصر الدعم السعودي على كلمات وعبارات مؤيدة ومشاعر جياشة، ولكن دعا إلى مؤتمر ترعاه بلاده للمانحين لدعم الاقتصاد المصري لإدراكه العميق بأن مصر تحتاج في تلك الفترة لما هو أهم وأكبر من العبارات الرنانة لإنقاذ اقتصادها. فيما قال الكاتب محمد الحمادي: «الشراكة الإستراتيجية الثلاثية بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، تعلن عن نفسها بقوة، من خلال برقيتي التهنئة اللتين بعث بهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي».وأوضح أن هذه الدول الثلاث مصممة على المضّي قدماً بلا هوادة في مواجهة الإرهاب واستئصاله من المنطقة العربية، ومواجهة ما أطلق عليه البعض «الفوضىالخلاقة»، التي كانت وما زالت تهدف إلى بعثرة أوراق المنطقة العربية، والإجهاز على النظام العربي كله، لصالح ما سمي بالشرق الأوسط الجديد. ولفت الانتباه إلى تأييد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى عقد مؤتمر للمانحين يؤكد تطابق الرؤية الإمااتية السعودية لمستقبل مصر واتفاق البلدين على دعمها في المرحلة المقبلة. وأفاد أن دعوة خادم الحرمين الشريفين للجميع إلى دعم مصر وتأكيده، أن كل من يتخاذل عن دعم مصر لا مكان له غداً بيننا، تؤكد حرصه - أيده الله - على شراكة الجميع في المرحلة المقبلة.كما بين الكاتب كمال عامر أن برقية الملك عبدالله بن عبد العزيز أوضحت أو كشفت عن خطة المملكة الداعمة لمصر والمؤيدة للتحولات التي أنقذت مصر من فوضى وتمزق وحرب أهلية. وقال : «المملكة العربية السعودية وقفت مع مصر في المسرات والعثرات وهي تعزز وقوفها ومساندتها للشعب المصري - الآن - بكل الأشكال ، والموقف السعودي بدون شك المؤيد بقوة لسلامة مصر والمصريين ليس بجديد .. لأنني قرأت أن المملكة لم تترك مصر مرة وحدها في زمن الأزمات».فيما أكد الكاتب عبدالقادر شهيب أن الملك عبدالله لم يكتف بتقديم التهنئة فقط لمصر لإتمامها الخطوة الثانية من خارطة المستقبل بانتخاب الرئيس الجديد لها،وإنما حرص على أن تأتي هذه التهنئة مصحوبة بمساندة قوية عملية. وأوضح أن البرقية تضمنت ثلاثة أمور شديدة الأهمية .. أولاً تحذير واضح شجاع لمن تسول له نفسه التدخل في الشئون الداخلية لمصر والتآمر عليها، والثاني تمثل في تلك النصائح الأخوية التي بادر بتقديمها من موقع الشقيق للرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي، والأمر الثالث يتمثل في المؤتمر الذي دعا خادم الحرمين الشريفين لعقده من أشقاء وأصدقاء مصر المانحين.كما وصف الكاتب أحمد البري البرقية بأنها كلمات صادرة من القلب من زعيم عربي كبير، وقف منذ البداية بجانب مصر، وقدم مع عدد من القادة العرب إسهامات تصل إلى 20 مليار دولار منذ اندلاع ثورة 30 يونيو 2013م.وعد مبادرة خادم الحرمين الشريفين خطة تعتمد على دعم الاحتياطي النقدي وتدفق الاستثمارات في جميع المجالات حتى يستعيد الاقتصاد المصري عافيته، ويحقق معدلات نمو مرتفعة بمضاعفة الإنتاج، وانتهاج سياسات اقتصادية جديدة.