وصف عدد من رؤساء تحرير الصحف المصرية برقية التهنئة التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - للرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي بغير العادية وتجسد أعلى درجات الخصوصية في العلاقات السعودية المصرية. وأكدوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية أن ماتضمنته البرقية يعكس دون تهويل أو تهوين دخول العلاقات العربية بشكل عام والعلاقات المصرية السعودية بشكل خاص مرحلة من مراحل التعاون الحقيقي الذي يتجاوز الشعارات. وقال رئيس تحرير جريدة ((الأهرام العربي)) أشرف بدر: إن تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - للرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي تعد أقوى رسالة بعث بها مسؤول عربي كبير، وهذا ليس جديدًا على خادم الحرمين الشريفين الذي أعلن للمرة الثانية في رسالة مهمة للغاية مدى وقوفه مع مصر ومناصرته لشعبها في أحلك الظروف والأزمات. وأضاف: «إن وقوف الملك عبد لله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بجانب مصر ورسالته المهمة بعد إعلان انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر ومبادرته بالدعوة لمؤتمر للمانحين لمصر أضفى لمصر فرحةً مع فرحة استكمال الاستحقاق الأول والثاني من خارطة المستقبل. وفيما يتصل بتوقعاته لمستقبل العلاقات المصرية السعودية، أكد رئيس تحرير ((الأهرام العربي)) أن الروابط بين الجانبين تاريخية وقوية وستستمركذلك. بدوره عدّ نائب رئيس تحرير صحيفة ((الأخبار)) أسامة عجاج تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - للرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي تجسيدًا حيًا للعلاقات التاريخية بين المملكة ومصر مهما اختلفت الأنظمة وتباينت السياسيات. وأوضح عجاج أن القراءة المتأنية لمواقف خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية تجاه مصر تكشف مدى متانة هذه العلاقات بين الجانبين حيث كانت المملكة إحدى الدعائم الرئيسية والسند القوي لتطلعات الشعب المصري وما زالت تعمل على ذلك. وتمنى مع انتخاب المشير السيسي رئيسًا لمصر بداية عهد جديد من الاستقرار لمصر وشعبها. وفيما يتصل بمبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة لعقد مؤتمر للمانحين لمصر، وصف نائب رئيس تحرير صحيفة ((الأخبار)) هذه المبادرة بغير المفاجئة، وغير المستغربة على الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولا على المملكالعربية السعودية التي سبق أن تبنت مبادرات مماثلة لدول عربية أخرى. من جهته أكد رئيس تحرير صحيفة ((الشروق)) عماد الدين حسين عمق العلاقات المصرية السعودية. وقال: «إن برقية التهنئة ليست برقية عادية، فعندما يؤكد خادم الحرمين الشريفين أن المساس بمصر هو مساس بالمملكة، وعندما يتحدث الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - عن مبادرة للمانحين لمصر فهو تطور طبيعي لكنه يجسد حجم الفهم السعودي لما مرت به مصر من ظروف صعبة إبان الأزمة. ولفت النظر إلى أن المملكة على يقين بأن ما حدث في مصر يهم المنطقة العربية بأكملها، وأن المملكة عندما تمد يد المساعدة لمصر فهي لا تفعل ذلك بمنطق المن والشفقة بل هي تأخذ بعين الاعتبار نظرة استراتيجية لمستقبل المنطقة العربية التي يراد لها السوء من قبل المتربصين بها. ورأى حسين أن برقية الشكر هي استكمال للدعم الاستراتيجي الحقيقي من جانب المملكة، مشيدًا في الوقت ذاته بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية تجاه مصر وشعبها. من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة ((الجمهورية)) جمال عبد الرحيم: إن المملكة صاحبة مواقف قوية وصريحة لمناصرة مصر وشعبها، هذا ليس غريبًا على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - والشعب السعودي الشقيق. وأعرب عبد الرحيم عن تقديره للملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- على مبادراته تجاه مصر وهو الذي يعلم تمامًا الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تمر بها، فقد قدمت المملكة الكثير لمصر ولا تزال، وهو ما تعهده مصر من المملكة وشعبها. وفيما يخص مستقبل العلاقات المصرية السعودية، أعرب رئيس تحرير صحيفة ((الجمهورية)) عن توقعه أن تأخذ هذه العلاقات مجالاً أوسع بما في ذلك الاستثمار والتبادل التجاري بين الجانبين، لافتًا الانتباه إلى أن العلاقات السياسية ستأخذ أيضًا بُعدًا أكثر عمقًا خاصة في ظل التطابق الواضح في التوجهات بين البلدين. من جهة أخرى أكد مدير مركز الحقيقة للدراسات السياسية الإستراتيجية إميل أمين أن تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - للرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي، تجسد دون تهويل أو تهوين عمق العلاقات العربية بشكل عام والعلاقات المصرية السعودية بشكل خاص. وقال أمين: إن الأمر تجاوز مرحلة المعونات إلى ما يمكن أن نطلق عليه فرقيام وحدة عربية بدون شعارات رنانة أو رايات طنانة، مؤكدًا أن ما أبداه الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - من كرم المشاعر والمودة أغرق المصريين بالمحبة وهو محبوب في الأصل. وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين استطاع في لحظة ظلامية أن يفتح نافذة من النور لعموم المصريين.