هل سيكرر المهندس عادل فقيه، وزير الصحة المكلف عام 2014، تجربة الدكتور غازي القصيبي رحمه الله، وزير الصحة المكلف عام 1982؟! هذا السؤال اكتسب مشروعيته عند الناس، عندما بدأ فقيه بإقالة كبار مسئولي وزارة الصحة، من مرتبة مدير عام ووكيل وزارة، وهو نفس الأمر الذي بدأ فيه القصيبي مرحلة إصلاح الوزارة آنذاك.
لقد كان الكتَّاب والمهتمون بالشأن الصحي والمستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، يضعون هذه المقارنة أمام المهندس الفقيه كل يوم، وكأنهم بذلك يقولون له:
- إما أن تضرب بيد من حديد، طالما أن الملك كلفك بمهمة الإصلاح ودعمك فيها، وتكون بذلك مثل غازي القصيبي الذي كلفه الملك بنفس المهمة ودعمه فيها، أو أنك ستكون فاشلاً.
من المؤكد أن هذه المقارنة فيها الكثير من الظلم، وذلك للمعطيات التالية:
* لم ينجح غازي القصيبي في مهمة الإصلاح، وعادت الحال بوزارة الصحة إلى سابق عهدها، على الرغم من هالة التأييد الإعلامية التي واكبت المهمة، وعلى الرغم من حماس وصرامة القصيبي وحجم الدعم الذي كان مهيئاً له.
* لم تكن مساحة الخدمات الصحية في الثمانينات، كما هي اليوم.
* لم تتوفر خدمات التواصل الإعلامية، كما هي متوفرة اليوم.
* لم تكن ثقافة الحقوق لدى المواطن متجسدة، كما تتجسد اليوم.
لذلك، أظن أن علينا أن نعطي للوزير الفقيه الوقت الكافي لتشخيص حالة الفساد في الوزارة، واستئصالها تدريجياً، وألاَّ نمارس عليه ضغوطات مقارنته بغيره، إلى أن يعلن أنه أنهى مهمته. وحينها، سوف نقيّم كيف أدّاها، ومدى نجاحها.