الرياض أو حجر اليمامة أسسها بنو حنيفة في الجاهلية قبل الإسلام، وبعد مبعث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أسلم سيدها الكبير الصحابي الجليل ثمامة بن أثال الحنفي - رضي الله عنه -، وأصبحت بعد ذلك في عهد الدول الإسلامية السابقة قاعدة لبلاد اليمامة في وسط نجد، كما أشار إلى ذلك العلامة الهمداني م سنة 316هـ - رحمه الله - في صفة جزيرة العرب لما قال عنها (مصراليمامة).
ولما قامت الدولة السعودية الأولى انضمت الرياض إليها سنة 1187هـ لما دخلها الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود م سنة 1218هـ - رحمه الله - بعد جهاد عظيم وأصبح يعيّن فيها أمير من قِبل الدولة السعودية الأولى، ومن أشهر أمرائها في ذلك الطور الأمير يومئذ تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود سنة 1249هـ - رحمه الله -.
ولما أسست الدولة السعودية الثانية اتخذت الرياض عاصمة لها من قِبل الإمام تركي بن عبدالله - رحمه الله -، وسار على ذلك أبناؤه وأحفاده أئمة الدولة السعودية الثانية - رحمهم الله -.
ولما دخل الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود م سنة 1374هـ - رحمه الله - الرياض سنة 1319هـ في بداية كفاحه لتوحيد البلاد غدت الرياض أماً لبلاد العرب والمسلمين، وعاصمة للمملكة العربية السعودية بعد ذلك، ففي المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية ما نصه (المملكة العربية السعودية دولة إسلامية، ذات سيادة تامة، دينها الإسلام ودستورها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولغتها العربية وعاصمتها مدينة الرياض).
وفي سنة 1412هـ صدر أمر ملكي كريم بناء على المادة الثانية من نظام المناطق باعتماد تسمية المنطقة الأولى في المملكة بمنطقة الرياض، ومقرها مدينة الرياض وتتبعها عدد من المحافظات والمراكز ذات الفئة (أ) و(ب).
وكان جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - في أول حكمه يدير شؤون العاصمة بنفسه، وبمشورة من والده الإمام عبدالرحمن الفيصل - رحمه الله -، وبعد وفاة والده سنة 1346هـ واتساع رقعة البلاد عيّن في الرياض أميراً من أهاليها يعينه على تنظيم وترتيب الأمور فيها وهو الشيخ محمد بن سعد بن زيد م سنة 1370هـ - رحمه الله -، وقد تولى إمارتها من سنة 1348هـ إلى سنة 1355هـ.
وفي سنة 1355هـ عين جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - نجله صاحب السمو الملكي الأمير ناصر م سنة 1404هـ - رحمه الله - أميراً على الرياض واستمر فيها حتى سنة 1366هـ.
وفي سنة 1366هـ عين جلالة الملك المؤسس - رحمه الله - نجله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان م 1432هـ - رحمه الله - أميراً على الرياض، واستمر فيها حتى سنة 1372هـ.
وفي سنة 1372هـ عين جلالة الملك المؤسس - رحمه الله - نجله صاحب السمو الملكي الأمير نايف م سنة 1433هـ - رحمه الله - أميراً على الرياض، وكان قبل ذلك بسنة عين وكيلا للإمارة وأميرا لها بالنيابة عن أخيه سلطان، وقد استمر الأمير نايف في إمارة الرياض حتى سنة 1374هـ.
وفي سنة 1374هـ عين جلالة الملك سعود م سنة 1388هـ - رحمه الله - أخاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان - حفظه الله - أميراً على الرياض، وكان قبل ذلك في سنة 1373هـ عين أميرا لها بالنيابة عن أخيه نايف، وقد استمر الأمير سلمان أميراً لها إلى سنة 1380هـ في فترة إمارته الأولى، وكان قد عين أمير نائب عنه في غيابه من سنة 1377هـ إلى 1380هـ أخوه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالعزيز - حفظه الله -.
وفي سنة 1380هـ عين جلالة الملك سعود - رحمه الله - أخاه صاحب السمو الملكي الأمير فواز م سنة 1429هـ - رحمه الله - أميراً على الرياض، واستمر فيها أقل من سنة.
وفي سنة 1381هـ عين جلالة الملك سعود - رحمه الله - ابنه صاحب السمو الملكي الأمير بدر م سنة 1425هـ - رحمه الله - أميراً على الرياض، واستمر فيها لأكثر من سنة.
وفي سنة 1382هـ عين جلالة الملك سعود - رحمه الله - أخاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان - حفظه الله - للمرة الثانية أميراً على الرياض، واستمر فيها ما يزيد على خمسين سنة في فترة إمارته الثانية حتى عين وزيراً للدفاع في 9/ 12/ 1432هـ - حفظه الله -.
وفي 9/ 12/ 1432هـ صدر الأمر الملكي الكريم ذي الرقم أ/ 229 بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود م سنة 1434هـ - رحمه الله - أميراً لمنطقة الرياض على مرتبة وزير، وكان قد شغل منصب وكيل الإمارة من سنة 1387هـ إلى سنة 1399هـ الذي عين فيها نائباً لأميرها، وقد استمر الأمير سطام أميراً فيها حتى وفاته في 2/ 4/ 1434هـ - رحمه الله -، وكان نائباً له في فترة إمارته صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، وقد تولى الإمارة بالنيابة عنه فترات غيابه ومرضه.
وفي 4/ 4/ 1434هـ صدر الأمر الملكي الكريم ذي الرقم أ/ 95 بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أميراً لمنطقة الرياض على مرتبة وزير، واستمر أميراً لها حتى تاريخ 15/ 7/ 1435هـ، حيث صدر أمر ملكي كريم بتعيينه نائباً لوزير الدفاع على مرتبة وزير.
وفي 15/ 7/ 1435هـ صدر الأمر الملكي الكريم ذي الرقم أ/ 121 بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أميراً لمنطقة الرياض على مرتبة وزير، ولقد استبشر أهالي المنطقة بتعيين سموه خيراً لما يملكه سموه من خبرة في عمله بإمارة الرياض بعمله نائباً لأميرها السابق الموفق صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر - حفظه الله -، ولما عرف عنه من حسن القيادة الإدارية والتنفيذية، ومن فتح باب مكتبه الخاص ومجلسه العام لعموم المواطنين ولكل من له شكوى أو مظلمة.
والأمير تركي من مواليد العاصمة الرياض سنة 1391هـ، ووالدته هي الأميرة تاضي بنت الشيخ مشعان بن فيصل الجرباء من شيوخ شمل قبيلة شمر المعروفة، ولقد نشأ وتربى في بيت والده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - فأخذ عنه الدين ومكارم الأخلاق والشيمة والقوة والشجاعة والكرم، وصدق فيه قول الشاعر أبو العلاء المعري:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه
والأمير تركي بن عبدالله خريج قاعدة وليامز الجوية في الولايات المتحدة الأمريكية وحاصل على دورة القيادة والأركان من كلية القيادة المشتركة في المملكة المتحدة، ويحمل شهادة الماجستير في العلوم العسكرية، وشهادة ماجستير أخرى في الدراسات الإستراتيجية بمرتبة الشرف من جامعة ويلز في بريطانيا.
وكان سموه - حفظه الله - قائداً للسرب 92 المقاتل بجناح الطيران الثالث بقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالمنطقة الشرقية على طائرة إف 15 المقاتلة، وقائداً لمجموعة القوات الجوية الملكية السعودية المشاركة في تمرين العلم الأحمر والأخضر في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2010م.
كما عمل سموه - حفظه الله - في عدد من القواعد الجوية بالمملكة، وشارك في حرب درع الجنوب، وعدة تمارين جوية داخل المملكة وفي دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، وحصل على دورة متقدمة في الاستخبارات الدفاعية العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما التحق سموه - حفظه الله - بعدة دورات متقدمة للقوات الجوية في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وترأس لجنة تطوير ميادين القوات الجوية وحصل على العديد من الأوسمة وشهادات الشكر داخلياً وخارجياً في مجال عمله، وأسهم في دعم صندوق التكافل الخيري للقوات الجوية في قاعدة الملك عبدالعزيز، ودعم الأنشطة الرياضية بالقوات الجوية، وكان آخر رتبة عسكرية شغلها عقيد طيار ركن في القوات الجوية الملكية السعودية.
وسموه - حفظه الله - عرف بجهوده الحثيثة في مجال الإصلاح بين الناس أفراداً وجماعات، وفي السعي في عتق وتخليص الرقاب، ويبذل في هذه المجالات الخيّرة جهده المادي والمعنوي ولا يدخر فيها شيئاً، ونرجو أن يكون سموه ممن كتب الله له في ذلك أجراً عظيماً في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (114) سورة النساء.
أسأل الله أن يوفق سموه الكريم في مهمته الجديدة، وأن يحقق على يديه جميع طموحات القيادة والمواطنين في منطقة الرياض- آمين- .