فشل الفرقاء السياسيون المشاركون في الجلسة الحاسمة للحوار الوطني في ساعة متأخرة جدا من مساء أول أمس الأربعاء، في التوصل إلى توافق فيما بينهم بشأن أسبقية الانتخابات التشريعية على الرئاسية أو العكس. وقال النائب عن التحالف الديمقراطي محمود البارودي أنه تقرر تأجيل الحوار الوطني إلى اليوم الجمعة بسبب غياب التوافق حول سيناريوهات إجراء الانتخابات، موضحا أن تشبث كل الأحزاب بمواقفها حال دون التوصل لحل توافقي وهو ما دعا لتأجيل الجلسة مرة أخرى.
ويذكر أن نتائج التصويت الذي أشرف عليه الرباعي الراعي للحوار أفرزت ميل 8 أحزاب إلى مبدأ تقديم الانتخابات الرئاسية على التشريعية فيما صوتت 7 أحزاب على تقديم التشريعية، أما الأحزاب الأربعة المتبقية فقد تمسكت برأيها القاضي يتزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية.
علما وأن مسالة التزامن تم الحسم فيها منذ أكثر من أسبوعين، إلا أن حركة النهضة التي ترى على وجوب ترحيل الخلاف إلى المجلس التأسيسي، عاد قياديوها لطرح هذه المسالة من جديد مما عمق اختلاف وجهات النظر بين الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني.واعتبر زعيم الحركة الشيخ راشد الغنوشي أن الحوار الوطني قد استنفذ جميع فرصه وأخذ وقته الكافي مشددا على ضرورة اللجوء إلى المجلس التأسيسي، إذ لم يعد الوقت كافيا للنقاش في هذا الموضوع، معللا إصراره بأن الأجل الدستوري لإجراء الانتخابات بدأ ينفذ وصار من الملح تحديد موعدها باعتبار أن المناخ العام في البلاد لن يسمح بمزيد من التأخير .كما ذكر الغنوشي بأن» الحوار الوطني لن يعوض المجلس الوطني التأسيسي وإنما هو محض مساعد له في إيجاد التوافقات .. ولا بد من إعادة الأمور إلى نصابها حيث يتحمل رئيس المجلس مصطفى بن جعفر مسؤوليته ويتكفل بمهمته في الحسم في الموضوع». ويعتقد المتتبعون للشأن المحلي أن كل تأجيل لجلسات الحوار الوطني يعني آليا تأكيد فرضية تأجيل تنظيم الانتخابات للعام المقبل، باعتبار أن الوقت أصبح ضيقا أمام الهيئة المستقلة للانتخابات التي تجد نفسها اليوم في ظرف حرج للغاية بالنظر إلى أن عملها يستوجب أشهرا للإعداد اللوجستي لإجراء الانتخابات والحال أن العطلة الصيفية على الأبواب بما يعني أن ما تبقى من أسابيع في العام الجاري لا تكفي لتنظيم الاستحقاقات الانتخابية في ظروف ملائمة وفق ما ينص عليه الدستور.
ويرى بعض المحللين السياسيين أن ممثلي الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني بارغم من تأكيدهم بأنهم واعون بدقة المرحلة والظرف الحرج الذي تمر به البلاد، إلا أنهم يتمسكون بمصالح أحزابهم السياسية الضيقة ولا يتركون فرصة للتوافق فيما بينهم ولا يؤمنون بالتنازل لمصلحة البلاد رغم أنهم يرفعون شعارات رنانة تتغنى بالمصلحة العامة.أمنيا، أعلن أنه للمرة الأولى تم تسجيل انفجار لغم بجبل السلوم المحاذي لجبل الشعانبي بمحافظة القصرين ( 250 كلم جنوب غرب العاصمة تونس) مما الحق أضرارا جسيمة لشخصين لا يعرف سبب تواجدهما بالمكان بالرغم من أن الجبل يدخل في المنطقة العسكرية المغلقة التي يستوجب دخولها الحصول على ترخيص امني مسبق. ويشار إلى أن عددا من أفراد أسر الجريحين قد تم إيقافهم على خلفية تضارب أقوالهم حول أسباب وجود المتضررين بمكان الحادثة.
ويشتبه في أن هذين الشخصين ربما يكونان على علاقة بالعناصر الإرهابية التي يجري البحث عنها داخل المنطقة العسكرية منذ أشهر.