أعلنت حكومة كييف أمس الجمعة انها تستعد لانقطاع الغاز الروسي الاثنين القادم ، وهو ما يخشاه الاوروبيون، بعد تعذر الاتفاق حول ديونها المترتبة لموسكو، واستعادتها السيطرة على مدينة استراتيجية في شرق البلاد من الانفصاليين. ووصلت المفاوضات حول الطاقة في النزاع بين كييف وموسكو الى مأزق منذ ان رفضت اوكرانيا الاربعاء قبول شروط موسكو، وأكدت الجمعة تمسكها بموقفها. وكتب رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك على موقعه على تويتر «كلفت الوزراء المعنيين الاستعداد لقطع إمدادات الغاز من روسيا الاثنين»، موعد انتهاء المهلة التي حددتها شركة غازبروم النفطية الروسية لتسديد اوكرانيا دينا يبلغ حوالى ملياري دولار،كما طلب من وزارة العدل «الانتهاء من إعداد» ملف من اجل «الدفاع عن مصالح اوكرانيا في اطار العلاقات بين نفتوغاز (شركة اوكرانية عامة) وغازبروم (الروسية) أمام محكمة التحكيم في ستوكهولم» في السويد. وأكد رئيس نفتوغاز اندري كوبوليف استعداده «للسيناريو الاسوأ» على غرار ما حصل في أثناء ازمة الغاز السابقة مع موسكو في العام 2009 التي ادت الى اضطرابات كبيرة في الامدادات الى اوروبا. كما أشاع الكرملين الغموض حول مصير المفاوضات حيث أكد المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف ان روسيا «لا تملك معلومات» حول استئناف النقاشات من عدمه، بعد فشل المفاوضات برعاية الاتحاد الاوروبي الاربعاء في بروكسل. وأعلن المفوض الاوروبي للطاقة غونتر اويتينغر الجمعة انه يأمل حصول محادثات اضافية حول الغاز في نهاية الاسبوع. وفي حال عدم التسديد سيتم الانتقال الى نظام دفع مسبق قد يعني قطع الإمدادات واضطراب حركة شحنات الغاز الروسي الى الاتحاد الاوروبي التي يمر نصفها تقريبا عبر اوكرانيا. على صعيد التمرد المسلح الموالي لروسيا في شرق اوكرانيا، أعلنت حكومة كييف ان قواتها استعادت أمس الجمعة مدينة ماريوبول الكبرى وهي ميناء استراتيجي يضم حوالى 500 الف نسمة في منطقة دونيتسك. فبعد معارك وقعت فجرا استعادت القوات الاوكرانية السيطرة على المدينة الواقعة على شاطىء بحر ازوف. وأعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو على الموقع الالكتروني للرئاسة «بفضل بطولة العسكريين الاوكرانيين، استقر الوضع في ماريوبول». كما طلب من حاكم منطقة دونيتسك سيرغي تاروتا إقامة مقر الادارة الاقليمية مؤقتا في ماريوبول التي ستكون مؤقتا العاصمة الادارية لمنطقة دونيتسك. وأعلن وزير الاخلية ارسين افاكوف ان العلم الاوكراني أصبح يرفرف فوق مقر بلدية ماريوبول الجمعة. ويخوض الجيش الاوكراني منذ شهرين عملية ضد المتمردين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا اوقعت 270 قتيلا. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية الجمعة ان «معارك طاحنة» جرت أمس قرب الحدود مع روسيا في بلدتي سنيجنيه وستيبانيفكا في منطقة دونيتسك. وقتل ثلاثة جنود وجرح 26 منهم في كمين نصبه انفصاليون في ستيبانيفكا، على ما أعلنت النيابة العامة الجمعة. وقالت الوزارة: إنه على طريق قرب سنيجنيه تم تدمير قوافل متمردين متجهة من روسيا وتنقل اسلحة من صنع روسيا ولاسيما قاذفات صواريخ. اما الكرملين، فأعلن ان مدرعتين اوكرانيتين اجتازتا الحدود الروسية واعترضتهما قوات حرس الحدود الروسية. واخيرا اقترح حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك شرق اوكرانيا على الرئاسة أمس الجمعة مشروع بناء جدار مع اسلاك شائكة بطول الفي كيلومتر على امتداد الحدود مع روسيا. ويرى ايغور كولومويسكي رابع اثرياء اوكرانيا ويملك 1.8 مليار دولار، ان مثل هذه الحماية ضرورية «لتجنب أي توغل من قبل الدولة التي تتبع سياسة عدائية حيال اوكرانيا». وتتهم كييف والغرب روسيا بدعم التمرد الانفصالي الموالي لها في شرق اوكرانيا سرا عبر تزويده بالاسلحة، فيما تنفي موسكو أي تورط لها في النزاع.