القمر آية عظيمة من آيات الله سبحانه وتعالى، يقول الله في محكم التنزيل {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} (5) سورة يونس.
يظهر القمر أول الشهر هلالاً، ثم يكون بدراً في منتصف الشهر، ويكون محاقاً في آخر الشهر، ثم يعود من جديد، لقد تغنى الشعراء والعشاق بجمال القمر وبنوره الخافت الحالم، على مرّ الزمان وما زالوا:
قال ذو الرمة:
وقد ظهرت فما تخفى على أحد
إلا على أحد لا يعرف القمرا
وقال أبو تمام:
إن الهلال إذا رأيت نموه
أيقنت أن سيصير بدراً كاملاً
وقالت الخنساء (تماضر بنت عمرو):
أغرُّ أزهرَ مثل البدر صورته
صافٍ عتيق فما في وجهه نُدبُ
وقال ابن زيدون الأندلسي:
ما جال بعدكِ لحظي في سنا القمر
إلا ذكرتكِ ذكر العين بالأثرِ
وقال أيضاً:
يا أخا البدر سناءً وسنا
رحم الله زماناً أطلعك
قال المتنبي:
واستقبلت قمر السماء بوجهها
فأرتني القمرين في آنٍ معا
وقال أبو العلاء المعرَّي:
مع القمر الساري تعلق ودّها
فما بذلت للخل إلا خمارها
وخير النساء الحاميات نفوسها
من العار قبل الخيل تحمي ذمارها
وفي قصيدة غزلية قلتُ:
كأنها قمرٌ في ليل ناصفةٍ
حسناء أعجبها نخل البساتين
وفي قصيدة أخرى قلتُ:
الوجه بدرٌ والعيون كحيلة
والفمّ مثل شقائق النعمانِ
وقلت في وصف ليلة مقمرة بوادٍ جميل:
بعدها طلَّ طلال مستديراً وجميلاً
سكبَ البدرُ جلالاً جعل الوادي جليلا
فما أجمل القمر، وما أروع نوره الخافت المهيب.