خروج مدينة الموصل - ثاني أكبر مدن العراق - عن سلطة القوات الحكومية العراقية، هي رسالة مالكية بامتياز، سيتعمّد - من خلالها - إخفاء الفاعل الحقيقي، وسيمهد لإثارة فتنة طائفية جديدة، والتي تستهدف المنطقة برمتها، - خصوصاً - وأن تنظيم داعش استولى في تنفيذ
تلك العملية على عدد كبير من الدبابات العراقية، وطائرات مروحية، وكميات هائلة من الذخائر، والأسلحة الخفيفة، والمتوسطة، ومضادات الدروع، - إضافة - إلى استيلائه على موجودات المصارف، والتي تقدر بـ «450» مليون دولار. رغم أن المالكي يتزعم أحد أهم أجنحة الطائفية السياسية الأصولية في العراق، إلا أنه سيتباكى على حقوق المواطن العراقي، وسيعيد الترميم، لتجميل الصورة - مرة أخرى -، وسيعمل على إيجاد أعداء مفترضين، وإعادة ظهور لاعبين جدد على المسرح.. وهذا السيناريو خلق فرصة نجاح «تنظيم داعش» في إيجاد قاعدة للإرهاب، كونها أسيرة الأجندات الخارجية، والتي تبحث عن مصالحها، فيما يشبه الحرب الكونية على أرضي - العراق وسوريا -.
أشرت مرة إلى تقارير تحكي، بأن بعض مجموعات «القاعدة» - في الأساس - كانت مخترقة من قبل طهران، ودمشق، أثناء وجود القوات الأميركية في العراق بين 2003 م، وحتى نهاية العام 2011 م، - ولذلك - تم إحياء هذه الاختراقات - مجدداً -، وحصلت اختراقات جديدة، تهدف إلى تقوية القدرات العسكرية لهذه المجموعات المتطرفة، كما أن بعض العناصر الأمنية - العراقية والسورية -، انضمت بالفعل إلى هذه الجماعات بأوامر من قيادات أمنية رفيعة، وقد أُحيل هذا الملف بالكامل إلى نائب رئيس مكتب الأمن الوطني السوري - اللواء - عبد الفتاح قدسية، الذي عمل في السابق رئيساً لجهاز المخابرات العسكرية، وهو من الطائفة العلوية، وقريب جداً من الرئيس بشار الأسد، وهو ما يُعبّر عنه باللعبة الاستخباراتية، عندما يعتبر كل طرف أنه يستخدم الآخر، لإخفاء أجنداته الاستخباراتية، والتوسعية، - وبالتالي - لا حرج - حينئذ - أن تقوم الخطة - الإيرانية السورية العراقية -، بتسهيل نقل السلاح إلى «داعش»؛ لأن الهدف هو أن تستخدم القوى الإقليمية التطرف الديني - بشتى أصنافه -؛ ليتحول إلى كارثة إنسانية في قتل الشعوب الإسلامية، والعمل على تأسيس إرث ثقيل جداً من الانتقام القادم، والمختبئ تحت الرماد.
ستُؤكد وثائق التاريخ، وحقائق الماضي، وشواهد الحاضر - الجيو سياسية -، ومتطلبات المستقبل، أن العراق يشهد أسوأ أعمال عنف منذ سنوات خلت، وأن مشاكل لا تحصى ستسهم في زيادة الاضطرابات القابلة للاستمرار، أهمها: فتح ممرات جديدة لتنظيمات متطرفة، تنشط على الحدود - العراقية السورية -، - وبالتالي - استفحال عمليات الإرهاب، وازدياد نفوذها في المنطقة.