اقتصاديات الشحاذة

قال الله تعالى في محكم كتابه (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمؤلِّفةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة (60). ولو طبَّقت تعاليمه وأركانه بشكل صحيح لما وجد فقير في كلِّ البلاد الإسلاميَّة.

وحدث هذا فعلاً أيام عز الدَّوْلة الإسلاميَّة حيث يجد المزكون (آنذاك) صعوبة في وجود مستحق للزكاة. إلا أنّه في الوقت الحاضر وفي معظم الدول الإسلاميَّة نجد الفقر يضرب أطنابه في أغلبها، بل وفي دول غنية بمواردها الطبيعيَّة كالسودان التي توصف بأنها سلة غذاء العالم!!

أكتب هذه المقالة نظرًا لتزايد ظاهرة الشحاذة بالمملكة بأشكال وألوان مختلفة في مختلف المدن (وليس في المواسم كما كان سابقًا) وفي كلِّ مكان تحت الجسور وعند إشارات المرور وعلى الأرصفة وعلى الشوارع الداخليَّة وأمام الصرافات الآلية للبنوك والصيدليات وأمام بل وداخل المساجد حتَّى النساء بدأن في الفترة الأخيرة الدخول إلى الأبواب الداخليَّة للمساجد وتجدهن في كلِّ مكان وعلى مدار الساعة. وهنا لا نجد دورًا للجهات المختصة (إدارة مكافحة التسول) بل والجهات الأمنيَّة ومعرفة حقيقة هؤلاء هل هم محتاجون فعلاً؟ هل هم سعوديون؟ وإذا كانوا أغرابًا فهل وجودهم على أرض الوطن نظاميًا؟ مما يجعل الواحد منّا يتساءل: ما حقيقة هؤلاء؟ هل هم محتاجون فعلاً؟ هل لهم خلفيات أمنيَّة؟ وهل وصل الحدّ بتنظيمهم عن طريق عصابات التسول؟ والغرض من تنظيمهم؟ كما معروف وموجود فعلاً في عدد من الدول.

هل فعلاً يوجد فقراء بالمعنى الذي يجعلهم من مستحقي الزكاة؟

الإجابة أكيد يوجد فقراء لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن تعريف الفقر نسبي، فالفقير في السعوديَّة أو الولايات المتحدة الأمريكية يختلف عن الفقير في دول إفريقية. وفي احصائيه لوكالة المخابرات المركزية CIA ورد أن عدد السكان الذين تحت خطّ الفقر Poverty Line بالمملكة 12.7 في المئة عام 2012 ويمثِّل المستفيدون من مخصصات الضمان الاجتماعي. (جريدة الرياض العدد 16565). وبالتالي أن الفقراء غير المسجلين بالضمان الاجتماعي غير مشمولين بهذه النسبة ومما يجعل النسبة أعلى مما أعلنته وكالة الـ CIA. كما نشرت الصحف قبل أيام أن متوسط الدخل للفرد السعودي 104 دولارات أمريكية وهو خطأ (الرياض-الاقتصاديَّة العدد 16779) حيث إن الصحيح حسبما نشرته دورية المؤسسة العربيَّة لضمان الاستثمار يناير-مارس 2014 مصدر الخبر أن المملكة الأولى عربيًّا بالناتج الوطني 718 مليار دولار أمريكي والخامسة في متوسط الدخل الفردي نحو 24 ألف دولار فقط. بعد كل من قطر والكويت والإمارات وعمان على التوالي. إلا أن المملكة الأولى عربيًّا في فائض الميزانية العامَّة.

في إحصائيَّة لمكافحة التسوّل أن نسبة السعوديين الذين تَمَّ القبض عليهم ضمن المتسولين كان 10 في المئة والباقي 90 في المئة أجانب. مما يعني أنّه يوجد سعوديون يمتهنون الشحاذة إضافة إلى بعض الوافدين وفي معظمهم من المتسللين بسبب ارتفاع دخل الشحاذة الذي يرتفع إلى أرقام فلكية تفوق ما يتحصل عليه الموظف الجامعي.

وفي إحصائيَّة لسلاح الحدود بلغ إجمالي المتسللين (دخول وخروج) عام 1434هـ نحو 350 ألف متسلَّل وهذا يدل على حجم مشكلة المتسللين للمملكة اجتماعيًّا واقتصاديًّا وأمنيًا.

هذا بالإضافة إلى مقبوضات مهمة جدًا يدل على أهمية ما يقوم به سلاح الحدود من مهام وطنيَّة تستحق الإعجاب والتقدير لا سيما إذا عرفنا طول حدود المملكة ومن جميع الجهات.

وأخيرًا في تصريح لنائب مدير عام صندوق النقد الدولي قال: (بشكل عام الاقتصاد في المملكة قوي وسيستمر قويًّا وكذلك فوائض الميزانية. النظرة المستقبلية للاقتصاد السعودي لا تبدو مشجِّعة حيث إن عامل النمو لا يشجع على التوظيف ودخل الفرد منخفض).

خير الكلام ما قل ودل

- لقد كان يوتيوب سجّل زيارة سمو أمير منطقة القصيم لطفلة في المستشفى بالقصيم حيث تعالج من مرض عضال معبّرًا عن اللحمة بين ولاة الأمر والمواطنين وهذه سنة حسنة سنّها المؤسس -رحمه الله تعالى- التي استمر عليها أبناؤه وأحفاده بدءًا من الملك سعود -رحمه الله- حتَّى خادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانيَّة وسمو ولي عهده الأمين -حفظه الله- الذين عرف عنهم اللحمة والوفاء نحو الوطن والمواطنين.

- أقبل شهر رمضان المبارك نسأل الله تعالى أن يجعله شهر خير وبركة على جميع المسلمين وبدأت تظهر مشكلات التسوق وارتفاع الأسعار كما تجددت وبشكل أسوأ مشكلة السوق السوداء للخادمات وبالشروط المجحفة وغالبًا ما تكون عمالة مخالفة حبذا لو نعي كيفية التصدي لمثل هذه الظواهر وخصوصًا أن الشهر الكريم يأتي خلال فترة الصيف وبالتالي الطلبة والطالبات والمدرسزن والمدرسات في إجازة وتعاون الجميع بالاستغناء عن هذه الخدمات.

- أشكر سعادة مدير عام وزارة التجارة والصناعة بالقصيم الذي أنهى معاناتي مع الإخوة بوكالة التجارة الداخليَّة بالسجل التجاري بالرياض التي دامت نحو ثلاثة أشهر بتعديل وتجديد سجلاتي التجاريَّة وحسب النظام!!!.

- استغرب مما تثيره لجنة وكلاء السيارات من ضجة إعلاميَّة حول الاستبيان الذي عملته وزارة التجارة حول قياس رضا المستهلكين عن وكالات السيارات (67 في المئة) ولجوؤها إلى شركة دوليَّة للاستبيان حول رضا المستهلكين وأن نتائجهم أعلى مما حصل عليه استبيان الوزارة (78 في المئة) بالرغم من أن نتائج استبيان الوزارة أقل فعلاً ومن واقع وكلاء وشركات السيَّارات يعلمون أنّه لو شمل الاستبيان شريحة أكبر لظهرت نتائج تبيّن أن العملاء الراضين أقل بكثير من كل تلك الأرقام.

والله الموفق؛؛؛