فاصلة:
((لم هو سهل سحق الحرية الداخلية للإنسان باسم الحرية الخارجية))
- طاغور -
حاولت أن أفهم الخبر الذي نشرته صحيفة الحياة في عددها الخميس 5 يونيو 2014م، إلا أن الخبر فاق قدرتي على الفهم إذ عجز تفكيري عن فهم مبرر إصدار تعميم يقتضي بمنع حضور أي من منسوبات وزارة التربية والتعليم أي حفل تخرج للطالبات يقام خارج المدارس.
الخبر يقول: إن 6 معلمات واداريات تعرضن للمساءلة الشفهية من قبل الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية لحضورهن حفل تخرج لطالبات، ويتوقع أن تحول مديرة المدرسة و المعلمات الست والإداريات إلى التحقيق لمخالفتهن التعميم.
بعض المعلمات صرحن بأنهن سيقاضين الوزارة وهو حق لهن، فالتعميم في أصله اعتداء على الحرية الشخصية لأي من منسوبات هذه الوزارة، ومبرر الوزارة بأن الحفلات فيها مخالفات تربوية ودينية، هذا ما تستطيع تطبيقه داخل المدارس وليس عليها ان تتابع سلوكيات المدرسة أو المديرة أو الإدارية إن كانت تربوية ام لا خارج نطاق المدارس.
والغريب الا تصدر الوزارة تعميما آخر بمنع منسوباتها من حضور حفلات الزواج لما فيها من مخالفات دينية من غناء ورقص مثلا!!!
الخبر يقول: إن بعض الحاضرات حضرن لارتباطهن بصلات قرابة مع الطالبات الخريجات.
والسؤال هل من حق وزارة التربية والتعليم أن تمنع منسوباتها من حضورحفلات تخرج الطالبات ولماذا ؟
وما هي صلاحيات وزارة التربية والتعليم في علاقتها بمنسوباتها خارج أوقات العمل؟
مشكلة وزارة التربية والتعليم أكبر من إصدارها بعض تعاميم سطحية لا تستند على أي مبرر تربوي.
مشكلتها أنها تعمل دون رؤية واضحة ودون استراتيجية، ولذلك تتخبط في قراراتها نتيجة أن كل مسؤول فيها يصدر القوانين حسب توجهاته الفكرية لا يوجد استراتيجية واحدة منطلقة من رؤية واحدة لتحقيق أهداف معينة بعيدا عن التوجهات الفكرية التي تتضارب في مؤسسة تعليمية كان تأسيسها في بدايتها وفقا لقيم دينية فيها الكثير من التشدد الذي لن يقبل به جيل اليوم الذي أكرمه الله بتدفق المعلومات ليعرف ان الدين في عمقه دين تسامح ويسر لا غلو فيه ولا تطرف، ولم يعد يقبل التحريم من متع الحياة لأنه عرف ان الأصل في ديننا الاباحة وليس التحريم.
جيل اليوم لا يشبهنا باستسلامنا لجهة واحدة نأخذ منها القيم سواء كانت أسرة أو مدرسة أو حتى شيخ دين، وهذا أجمل ما فيه لأنه عرف أن له عقلا به يدرك ويتدبر ويقرر حياته.