«عزيزي العميل نود إبلاغكم أن رحلتكم من جدة إلى الرياض قد تمت إعادة جدولة وقت إقلاعها ليكون 20:30، بدلاً عن 16:30، نعتذر لكم عن أي إزعاج وشكراً لاختياركم طيراننا».
ماذا تعني هذه الصياغة؟! لماذا لم تستخدم الشركة مصطلح «تأخير»؟! لماذا استخدمت مصطلح «إعادة جدولة»؟! هل من مختص بالشؤون القانونية ليخبرنا ما هو الفرق بين المصطلحين؟! وحتى يتوفر لنا هذا المختص، سنظل تحت رحمة مطاراتنا المحلية، التي لن تعالج قضية التأخير، وستظل تعتبر الراكب مجرد كيس من المال يتم دفعه للشركة رغماً عنه، دون أدنى حقوق أو احترام أو تقدير لظروفه أو التزاماته أو وقته!
إن شركات خطوطنا تتسابق اليوم، ليس للوصول إلى أفضل الخدمات التي تليق بأسعار التذاكر، بل إلى أكثر العبارات استفزازاً للركاب، من فصيلة «شكراً لاختياركم»، أو «لقد تمت إعادة جدولة رحلتكم»، وكأن ليس هناك من سيسأل:
-من أعطاك الحق لتعيد جدولة رحلتي؟! ولنفترض أنك مرغم على هذه الإعادة، لأن مطار جدة من أسوأ مطارات العالم، كيف ستعوض الركاب عن هذا التأخير؟! أين القرارات التي صدرت بتعويض كل راكب عن كل ساعة تأخير؟! لماذا لا أحد يطبقها؟!
لقد أصبح السفر عن طريق الطائرة، واحدة من أسوأ التجارب التي يمر بها المواطن والمقيم و الزائر، ولا أحد يعرف إلى متى سنظل نعاني من هذه الظاهرة المخجلة، والتي وضعتنا في ذيل الناقلين الجويين، ووضعت الركاب أمام ذيل الخدمات الأرضية والجوية.