إن كنت ممن يستخدم الإنترنت لأكثر من 38 ساعة أسبوعياً فهذا يعني أن مؤشرات الإدمان قد بدأت تظهر عليك، هذا ما أكدته عضو جمعية شفاء لمياء بشاوري والتي بينت في محاضرة بعنوان (التقنية والفتيات) أقامتها إحدى الأندية الاجتماعية
بأن إقبال العديد من الفتيات على الإنترنت أصبح غير مسبوق، بل أصبح هذا الإقبال ينافس إقبالهن على الأسواق والذي كان يعتبر المحطة الأولى لهن، كما أكدت أن هذا الإقبال ساهم في انقطاع الفتيات عن العالم الخارجي وأصبح لهن عالمهن المستقل والمحصور في شبكة الإنترنت ومايتصل بها من وسائل للتواصل الاجتماعي.
يفيد المختصون في هذا المجال أن مدمن الإنترنت تجده دائماً في حالة من القلق والتوتر خصوصا إذا كان موجودا في مكان لاتوجد فيه شبكة واي فاي فهو دائم التفكير في هذه الشبكة والسؤال عنها في أي مكان يكون موجوداً فيه، وفي المقابل فإنه يجد راحة كبيرة إذا كان المكان الذي يوجد فيه تغطية شبكة الإنترنت، ومن علامات المدمن على الإنترنت أنه لايشعر بالوقت مهما طال فترة وجوده في إطار الشبكة بل إن ساعات استخدامه لها تزداد مع مرور الوقت ولايستطيع أن يتحكم في وقته عندما يكون في إطار الشبكة، وكثيراً مايستخدم مدمن الإنترنت هذه الوسيلة ليهرب من مشاكله الخاصة ولايتحرج في استخدام الكذب ليقضي وقتاً أطول، بل إنك تجده شديد التوتر كلما استخدم الإنترنت فهو في حالة خوف وكأنه سيفقد شيئاً ما، ومن صفات من هم مصابين بهذا الإدمان أنهم ذو طبيعة انطوائية وخجولة وضعيفو الثقة في أنفسهم كما أن بعضهم يتمتع بذكاء وإحساس عاطفي وانفعالي.
أظهرت دراسة أجريت في كوريا الجنوبية أن ثلث الكوريين يعانون من بعض أشكال الإدمان على الإنترنت، فغالبية الجيل الجديد يقضون معظم أوقاتهم وأنظارهم في شاشات الكمبيوتر أو الأجهزة الإلكترونية اليدوية والتي يتم من خلالها اللعب عن طريق الإنترنت مع آخرين.
وهناك آثار خطيرة للغاية بشأن الإدمان على الإنترنت فقد يفقد الإنسان حياته إذ نشر في عام 2002م أن مواطنا كوريا في الرابعة والعشرين من عمره لقي مصرعه بعد أن قضى 86 ساعة متواصلة وهو يلعب على جهاز الكمبيوتر في أحد مقاهي الإنترنت وعند إجراء الكشف الجنائي بعد الوفاة اتضح أن أسباب الوفاة هو إنهاك بدني واستنزاف عصبي بسبب الجلوس أمام الكمبيوتر لفترة طويلة.
هناك أنواع للإدمان على الإنترنت منها الإدمان الجنسي كالدخول على المواقع الجنسية ومشاهدة الأفلام والصور الفاضحة ومنها الإدمان المعرفي كمواصلة البحث عن المعلومات ومنها إدمان اللعب من خلال الشبكات ومنها الإدمان المالي كمواقع المزادات والقمار وإدمان الصداقات والذي كثيراً ماتنشأ بعده علاقات غير شرعية، ولأنواع الإدمان جميعا مشاكل صحية خصوصاً قلة النوم إضافة إلى المشاكل الجسدية وخصوصاً أمراض العيون والرجلين والأذنين لمستخدمي السماعات وكذلك فالجلوس الطويل لاستخدام الشبكة يرفع نسبة البدانة، ومن الأمراض التي تصيب مدمني الإنترنت الأمراض النفسية.
اليوم نجد أن الإنترنت لم تعد تقتصر على الألعاب أو متابعة الأعمال بل أصبح الاتصال بالإنترنت من أجل وسائل التواصل الاجتماعية مثل التويتر والفيس بوك والانستجرام وغيرها من الوسائل الأخرى التي احتلت المملكة العربية السعودية فيها مراكز متقدمة على مستوى العالم، وهذا المؤشر يجب أن يتم إعادة النظر إليه ومعرفة سلبياته وإيجابياته.
لقد أصبح الانشغال بالإنترنت وخصوصا بالنسبة للجيل الجديد يحتاج إلى متابعة فنحن نعاني اليوم من الكثير من المشاكل العائلية بسبب انعزال أفراد الأسرة وقضائهم مع تلك الأجهزة وقتاً أطول مما يقضونه مع أفراد العائلة بل إن هذا الإدمان ساهم في إقامة علاقات غير شرعية ساهمت في تفكيك بعض الأسر ليس هذا فحسب بل إن مثل هذا الإدمان ساهم في خفض المستوى العلمي لكثير من الطلاب والطالبات إضافة إلى ضعف الإنجاز لدى كثير من الموظفين في أعمالهم.
يجب أن نراجع أنفسنا بشأن استخدامنا وأفراد عائلتنا لهذه الشبكة وأن نعمل على التحكم بها لنستفيد منها لتطوير وتحسين قدراتنا وزيادة إنتاجنا وأن لانستسلم لها لتجعلنا ندمن عليها فتتحكم بنا وتكون بمرور الوقت معول هدم يقضي علينا وعلى أفراد مجتمعنا.