من الصعب جداً أن تفاجأ بفقد عزيز أو حبيب.. تعجز الكلمات وينعقد اللسان، لكنها لواعج الحزن والأسى أبت إلاّ أن تسطر هذا الكلمات عن فقيد الأخوة الأخ الغالي: صالح بن مسفر القعيب السيحاني، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
.. حقاً لقد كانت الفاجعة أليمة والمصيبة عظيمة، ففي العين دمعة وفي القلب لوعة وفي النفس كمٌ من الأسى، ولقد عمّ الجميع بفقده بالغ الحزن والتأثر، ولكنه أمر الله الذي لا يقابل إلا بالتسليم وقضائه الذي ليس له عنده سوى الصبر الجميل... لقد افتقدنا أخاً غالياً كان دائماً موجوداً وسنداً لكل من حوله.. دائماً ما تجده إلى جانبك في السراء والضراء بكل ما تعنيه كلمة الأخوة من معنى قولاً وعملاً.. عرفناه باراً حنوناً بوالديه محباً لإخوانه واصلاً لرحمه، وعرفه الغير رجلاً كريماً شجاعاً شهماً وفياً لمحبيه ولكل من زامله. محبوباً من رؤسائه ومرؤوسيه.
.. عرفه الوطن عاشقاً لترابه مخلصاً أبياً، يتحمل مسؤولية الدفاع عن ثغوره مهما كلفه الثمن.. أدى واجبه الوطني في جميع ما أوكل إليه من مهام أمنية، كرّس حياته لخدمة دينه ومليكه ووطنه، ورأس عدة مراكز حدودية في سلاح الحدود في المنطقة الشرقية ومنطقة نجران، حاملاً سلاحه بيمينه غير آبه بما تسوقه الظروف من أخطار أثناء أدائه لعمله على خط الحدود الساخن، كل ذلك بعيداً عن أهله وأحبابه مجيباً لنداء الوطن في وقت يصعب فيه الفراق.
.. عرفه الجميع أخاً صادقاً صدوقاً يمتلئ قلبه بحب الخير لكل الناس.. يحمل بين جوانحه ينبوعاً متدفقاً من الحب والود والإخاء.. آثر على نفسه وبلغ بالفضل منازل الكبار..
وداعاً.. أيها الأخ العزيز.. كم هي قاسية لحظات الوداع والفراق التي تسجل وتختزن في القلوب.. وما ذاك إلاّ لعمق حضورك بيننا وبقدر قوة الحضور يكون ألم الغياب! ومهما كتبت فيك فلن أوفيك حقك ولكننا سنحتفظ بذكرى شخصيتك وروحك الخلاقة.. رحمك الله وغفر لك وأسكنك فسيح جناته وألهمنا الصبر والسلوان بفقدك وغيابك.. ولا يفوتني أن أشكر جميع من واسانا في فقيدنا الغالي، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وصاحب السمو الشيخ ثامر الجابر الأحمد الصباح سفير دولة الكويت الشقيقة، وجميع الأقارب والأصدقاء والمشايخ والأعيان والمسؤولين، شكر الله سعيهم وحفظ الجميع من كل سوء ومكروه.