رحم الله أمَّ عبدالله الرميح التي غادرت دنيانا بعد عمر شارف المائة عام، فقد كانت رحمها الله من جيل الأتقياء الذي عاشوا زمن البساطة والعفوية، أنها والدة أبناء عبالعزيز الرميح -غفر الله له- والتي كانت أسرتهم تعرف باسم (عائلة المعيبد) وكان أبناؤها عبدالله ومحمد وعبدالكريم وعلي جبل يتمتع بالمصداقية والوفاء وحب الخير للآخرين، وقد توارثوا عن ولديهم هذه الخصال الجميلة ونقلوها لأبنائهم لتستمر الأسرة على هذا المنهج السليم والطريق الصحيح.
كانت أم عبدالله -غفر الله لها- توجه أبناءها التوجيه الصحيح، وعاشت حياتها تعطي لمجتمعها بسخاء لأبنائها وأسرتها وجيرانها وكنت ولا زلت أتذكر عندما كنت صغيراً في حينا البسيط الذي كان يضم العديد من الأسر والعائلات وكانت أسرة الرميح (المعيبد) من بين تلك الأسر التي تتمتع بالبساطة وحب مساعدة الآخرين وكانت تلك الأسرة على قائمة الأسر المحبة للخير والعون للآخرين, أنهم نعم الجيران الذين يذكرون دوماً بالخير وفعل المعروف.. نسأل الله لفقيدتهم أن يتغمدها برضوانه ويسكنها مع الصديقين والشهداء في جناته جنات النعيم.
أيتها الفقيدة .. لقد كان فراقك صعباً، ورحيلك لا شك خسارة كبيرة، ووادعك عظيماً.. لكن إيمان الجميع من أسرنك وذويك وكل محبيك بالقضاء والقدر يجعلنا وأياهم من الصابرين القانعين، أولئك الذين قال الله فيهم: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
عزائي لجميع أبنائها الذين أعتز بصداقتهم ومعرفتهم حق المعرفة وإلى بناتها وكافة أفراد أسرتها وذويها وأن يشملها برحمته ورضوانه ويسكنها جنات النعيم، ويلهم الجميع الصبر والسلوان و (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).