سخّرت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة «خيركم»، التقنيات الحديثة المتاحة للوصول لأفضل النتائج لتحقيق الرؤية المستقبلية، وهي ربط كافة فئات المجتمع بالقرآن الكريم حفظاً وفهماً وعملاً، من خلال تقنية عالية، وكفاءات متميزة، وبرامج شاملة لمواكبة عصر التطور الحديث. وقد قامت الجمعية بالاستفادة الفعلية من الخدمات الإلكترونية في عدة مجالات، فرسالة الجمعية تنص على أن تعمل الجمعية من خلال أساليب تقنية حديثة.
ورفعت الجمعية شعار (جمعية بلا ورق) والذي تهدف من خلاله إلى التقليل من استخدام الورق والانتقال إلى التعامل الإلكتروني حيث يتم استلام وتداول المعاملات عبر برنامج (الاتصالات الإدارية) الذي طبقته الجمعية في رمضان 1424هـ وهو نظام تم إعداده ليواكب التطور الإداري الحاصل في الجمعية. فصممت ونفدت برامج تقنية خاصة بكل إدارة من إدارات الجمعية وبنت شبكة محلية متطورة داخل الجمعية وتم ربط مراكز ومكاتب الإشراف بالجمعية. وتم إنشاء نظم متخصصة لكل إدارة ونظم عامة لكل مستخدمي الجمعية.
ومن أهم هذه النظم، النظام الخاص بالشؤون التعليمية وهو نظام ضخم ويعد من أكبر النظم، وهو يتضمن أنظمة فرعية متعددة لإدارة معلومات الطلاب والحلقات والمعلمين والاختبارات وشؤون الطلاب والنظم الإِشرافية.
وقد تم ميكنة أعمال الجمعية، وتطوير تقنيات التعلم لتساعد في تطوير الرسالة التعليمية للجمعية، وتظل الاستفادة المثلى من التقنية هي المقارئ الالكترونية التي أتاحت فرصة تعليم القرآن الكريم للراغبين من الرجال والنساء في أنحاء العالم مجاناً من خلال نافذة المقارئ الإلكترونية (غرف البالتوك) بالإضافة إلى برامج أخرى مثل برنامج الأنسبيك، والمستفيدين من (41) دولة حول العالم من المقرأة الإلكترونية.
وهناك مقارئ مخصصة للرجال وأخرى خاصة بالنساء لتحسين التلاوة والتجويد وتشهد المقارئ الإلكترونية إقبالاً كبيراً ونتائج مشجعة.
ويعد مشروع خيركم القرآني العالمي (اتلوها صح) التطبيق الأول من نوعه والمختص في تقديم خدمات تصحيح التلاوة لكافة شرائح المجتمع وعلى نطاق العالم عن طريق الهواتف الذكية.
واستقبل تلاوات من 167 دولة لتصحيحها عبر الأجهزة الذكية، ويقوم بالمشروع الذي دشنه معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في حفل خيركم السنوي في شهر ذي القعدة الماضي معلمون متخصصون في القراءات يعملون على مدار الساعة. ويقدم البرنامج خدمة تصحيح التلاوة لكافة شرائح المجتمع من مستخدمي الأجهزة الذكية في العالم وليس داخل المملكة فقط لنظامي أبل وAndroid من خلال تسجيل التلاوة عبر التطبيق وإرسالها إلى فريق المعلمين والذين يقومون بتصحيح التلاوة صوتياً مع إعطاء تقويم للتلاوة (نجوم) مع إمكانية الرد كتابياً لتوضيح الأحكام التي يحتاج المستفيد التركيز عليها ويعد التطبيق القرآني التفاعلي الأول على مستوى العالم، ويهدف إلى تسهيل تصحيح تلاوة القرآن الكريم في أي وقت وأي مكان وتيسير تعلم التلاوة لفئات يندر فيها وجود معلمين للقرآن مثل بعض الدول الإسلامية وكذلك الأقليات المسلمة. ولمن يرغبون في تعليم كتاب لله وليس لديهم الوقت للتفرغ.
الجدير بالذكر أن التطبيق يتيح استقطاب معلمين متطوعين ويوجد بيئة تطوعية تعاونية لتعليم القرآن الكريم، والتطبيق به ثلاث بوابات، بوابة المستخدم: تطبيق ذكي يتمكن المستفيد من خلاله من القراءة في مصحف إلكتروني مع إمكانية التسجيل والتحكم بالمقاطع الصوتية، ويعمل على منصات نظامي (Android) و(iOS). وهنالك بوابة المعلم: ركن من أركان التطبيق يتمكن المعلمون من خلاله من استلام تلاوات الطلاب والرد عليها صوتياً أو كتابياً والتحكم بالمقاطع الصوتية، يعمل على منصات نظام (iOS) وبوابة المشرف: من خلال صفحة على الإنترنت محمية بكلمة مرور يتمكن (المشرف الأول) من إدارة كافة عمليات التطبيق بما في ذلك إدارة المعلمين ومراقبة سير العمليات فيه، وإن خيركم أول جمعية برزت في مجال استخدام التقنية، ونفذت العديد من البرامج والمشاريع الإلكترونية الرائدة التي ساهمت في دعم خدمة برامج القرآن الكريم استفادت منها جمعيات ومؤسسات خيرية في مختلف مناطق المملكة.